البحر المحيط، ج ٥، ص : ٣٩٧
يا خير من مرحت كمت الجياد به عند الهياج إذا ما استوقد ا
لشرر لا تجعلنا كمن شالت نعامته واستبق منا فإنا معشر
زهر إنا نؤمل عفوا منك نلبسه هذى البرية أن تعفو وت
نتصر إنا لنشكر للنعمى وقد كفرت وعندنا بعد هذا اليوم م
دّخر فألبس العفو من قد كنت ترضعه من أمهاتك أن العفو م
شتهر واعف عفا اللّه عما أنت راهبه يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
وفي رواية الطبراني تقديم وتأخير في بعض الأبيات، وتغيير لبعض ألفاظ. فترتيب الأبيات بعد قوله : إذ أنت طفل قوله : لا تجعلنا، ثم إنا لنشكر، ثم فالبس العفو، ثم تأخير من مرحت، ثم إنا نؤمل، ثم فاعف. وتغيير الألفاظ قوله : وإذ يربيك بالراء والباء مكان الزاي والنون. وقوله للنعماء : إذ كفرت. وقوله : إذ تعفو. وفي رواية الطبراني قال : فلما سمع النبي صلى اللّه عليه وسلم هذا الشعر قال صلى اللّه عليه وسلم :«ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم» وقالت قريش : ما كان لنا فهو للّه ولرسوله. وقالت الأنصار : ما كان لنا فهو للّه ولرسوله.
وفي رواية التنوخي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فللّه ولكم» وقالت الأنصار : ما كان لنا فللّه ولرسوله، ردّت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
لما أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم عليا أن يقرأ على مشركي مكة أول براءة، وينبذ إليهم عهدهم، وأنّ اللّه بريء من المشركين ورسوله قال أناس : يا أهل مكة ستعلمون ما تلقون من الشدّة وانقطاع السبل وفقد الحمولات فنزلت. وقيل : لما نزل إنما المشركون نجس، شق على المسلمين وقالوا : من يأتينا بطعامنا، وكانوا يقدمون عليهم بالتجارة، فنزلت : وإن خفتم عيلة الآية.
والجمهور على أنّ المشرك من اتخذ مع اللّه إلها آخر، وعلى أنّ أهل الكتاب ليسوا بمشركين. ومن العلماء من أطلق عليهم اسم الإشراك لقوله : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ «١» أي يكفر به.
وقرأ الجمهور : نجس بفتح النون والجيم، وهو مصدر نجس نجسا أي قذر قذرا، والظاهر الحكم عليهم بأنهم نجس أي ذوو نجس. قال ابن عباس، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، وغيره : الشرك هو الذي نجسهم، فأعيانهم نجسة كالخمر والكلاب

(١) سورة النساء : ٤/ ١١٦.


الصفحة التالية
Icon