البحر المحيط، ج ٦، ص : ١٥٧
أنه ابنه لصلبه، وهو قول : ابن مسعود، وابن عباس، وعكرمة، والضحاك، وابن جبير، وميمون بن مهران، والجمهور، واسمه كنعان. وقيل : يام، وقيل : كان ابن قريب له ودعاه بالنبوّة حنانا منه وتلطفا. وقرأ الجمهور : بكسر تنوين نوح، وقرأ وكيع بن الجراح : بضمه، أتبع حركته حركة الإعراب في الحاء. قال أبو حاتم : هي لغة سوء لا تعرف. وقرأ الجمهور : بوصل هاء الكناية بواو، وقرأ ابن عباس : أنه بسكون الهاء، قال ابن عطية وأبو الفضل الرازي : وهذا على لغة الأزد الشراة، يسكنون هاء الكناية من المذكر، ومنه قول الشاعر :
ونضواي مشتاقان له أرقان وذكر غيره أنها لغة لبني كلاب وعقيل، ومن النحويين من يخص هذا السكون بالضرورة وينشدون :
وأشرب الماء ما بي نحوه عطش إلا لأن عيونه سيل واديها
وقرأ السدّيّ ابناه بألف وهاء السكت. قال أبو الفتح : ذلك على النداء. وذهبت فرقة إلى أنه على الندبة والرثاء. وقرأ عليّ، وعروة، وعليّ بن الحسين، وابنه أبو جعفر، وابنه جعفر : ابنه بفتح الهاء من غير ألف أي : ابنها مضافا لضمير امرأته
فاكتفى بالفتحة عن الألف. قال ابن عطية : وهي لغة، ومنه قول الشاعر :
إما تقود بها شاة فتأكلها أو أن تبيعه في بعض الأراكيب
وأنشد ابن الأعرابي على هذا :
فلست بمدرك ما فات مني بلهف ولا بليت ولا لواني
انتهى. يريد تبيعها وتلهفا، وخطأ النحاس أبا حاتم في حذف هذه الألف، قال ابن عطية :
وليس كما قال انتهى. وهذا أعنى مثل تلهف بحذف الألف عند أصحابنا ضرورة، ولذلك لا يجيزون يا غلام بحذف الألف، والاجتزاء بالفتحة عنها كما اجتزءوا بالكسرة في يا غلام عن الياء، وأجاز ذلك الأخفش. وقرأ أيضا عليّ وعروة ابنها بفتح الهاء وألف
أي : ابن امرأته. وكونه ليس ابنه لصلبه، وإنما كان ابن امرأته قول : علي
، والحسن، وابن سيرين، وعبيد بن عمير. وكان الحسن يحلف أنه ليس ابنه لصلبه، قال قتادة : فقلت له : إن اللّه حكى عنه أن ابني من أهلي، وأنت تقول : لم يكن ابنه، وأهل الكتاب لا يختلفون في أنه