البحر المحيط، ج ٧، ص : ١٣٢
بخع يبخع بخعا وبخوعا أهلك من شدة الوجد وأصله الجهد قاله الأخفش والفراء.
وفي حديث عائشة ذكرت عمر فقالت : بخع الأرض أي جهدها حتى أخذ ما فيها من أموال الملوك. وقال الكسائي : بخع الأرض بالزراعة جعلها ضعيفة بسبب متابعة الحراثة. وقال الليث : بخع الرجل نفسه قتلها من شدة وجده. وأنشد قول الفرزدق :
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادير
أي نحّته بشد الحاء فخفف. قال أبو عبيدة : كان ذو الرّمة ينشد الوجد بالرفع. وقال الأصمعي : إنما هو الوجد بالفتح انتهى. فيكون نصبه على أنه مفعول من أجله. جرزت الأرض بقحط أو جراد أو نحوه : ذهب نباتها وبقيت لا شيء فيها وأرضون أجراز، ويقال :
سنة جرز وسنون أجراز لا مطر فيها، وجرز الأرض الجراد أكل ما فيها، وامرأة جروز أي أكول. قال الشاعر :
إن العجوز خبة جروزا تأكل كل ليلة قفيزا
الكهف النقب المتسع في الجبل فإن لم يك واسعا فهو غار. وقال ابن الأنباري. حكى اللغويون أنه بمنزلة الغار في الجبل. الرقيم : فعيل من رقم إما بمعنى مفعول وإما بمعنى فاعل، ويأتي إن شاء اللّه الاختلاف في المراد به عن المفسرين. فأما قول أمية بن أبي الصلت :
وليس بها إلّا الرقيم مجاورا وصيدهم والقوم في الكهف همد
فعنى به كلبهم. أحصى الشيء حفظه وضبطه. الشطط : الجور وتعدّى الحد والغلو. وقال


الصفحة التالية
Icon