البحر المحيط، ج ٨، ص : ٥١٧
هدر، والرجل : تعصب وتكسر، والخمر : أخذت ريح الأراك كرائحة التفاح ولم تدرك بعد. ويقال : هي الخامطة، قاله الجوهري. الأثل : شجر، وهو ضرب من الطرفاء، قاله أبو حنيفة اللغوي في كتاب النبات له، ويأتي ما قال فيه المفسرون. السدر، قال الفراء : هو السرو. وقال الأزهري : السدر سدران : سدر لا ينتفع به، ولا يصلح ورقه للغسول، وله ثمرة عفصة لا تؤكل، وهو الذي يسمى الضال وسدر ينبت على الماء، وثمره النبق، ورقه غسول يشبه ورق شجر العناب. التناوش : تناول سهل لشيء قريب، يقال : ناشه ينوشه وتناوشه القوم وتناوشوا في الحرب : ناش بعضهم بعضا بالسلام. وقال الراجز :
فهي تنوش الحوض نوشا من غلا نوشا به تقطع أجواز الفلا
وأما بالهمز، فقال الفراء : من ناشت : أي تأخرت. قال الشاعر :
تمنى نئيش أن يكون أطاعني وقد حدثت بعد الأمور أمور
وقال آخر :
وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخبز نئيشا أخيرا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ، وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ، وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ، وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ، أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ، أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ.
هذه السورة، قال في التحرير، مكية بإجماعهم. قال ابن عطية : مكية إلا قوله :
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ، فقالت فرقة : مدنية فيمن أسلم من أهل الكتاب، كعبد اللّه بن سلام وأشباهه. انتهى. وسبب نزولها أن أبا سفيان قال لكفار مكة، لما سمعوا