البحر المحيط، ج ٩، ص : ١٦٠
الضغث : حزمة صغيرة من حشيش أو ريحان أو قضبان، وقيل : القبضة الكبيرة من القضبان، ومنه قولهم : ضغث على إبلة، والإبالة : الحزمة من الحطب، والضغث : القبضة عليها من الحطب أيضا، ومنه قول الشاعر :
وأسفل مني نهدة قد ربطتها وألقيت ضغثا من خلى متطيب
الحنث : فعل ما حلف على تركه، وترك ما حلف على فعله، الغساق : ما سال، يقال : غسقت العين والجرح. وعن أبي عبيدة : أنه البارد المنتن، بلغة الترك وقال الأزهري : الغاسق : البارد، ولهذا قيل : ليل غاسق، لأنه أبرد من النهار. الاقتحام : ركوب الشدة والدخول فيها، والقحمة : الشدة.
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ، وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ، وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ، وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ، إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ، وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ.
لما أمر نبيه بالصبر، وذكر ابتلاء داود وسليمان، وأثنى عليهما، ذكر من كان أشدّ ابتلاء منهما، وأنه كان في غاية الصبر، بحيث أثنى اللّه عليه بذلك. وأيوب : عطف بيان أو


الصفحة التالية
Icon