البحر المحيط، ج ٩، ص : ٢٠٢
اشمأز، قال أبو زيد : زعر. قال غيره : تقبض كراهة ونفورا. قال الشاعر :
إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولته عشوزية زبونا
المقاليد : المفاتيح، قيل : لا واحد لها من لفظها، قاله التبريزي. وقيل : واحدها مقليد، وقيل : مقلاد، ويقال : إقليد وأقاليد، والكلمة أصلها فارسية. الزمر : جمع زمرة، قال أبو عبيد والأخفش : جماعات متفرقة، بعضها إثر بعض. قال :
حتى احزألت زمر بعد زمر ويقال : تزمر. والحفوف : الإحداق بالشيء، قال الشاعر :
تحفه جانب ضيق ويتبعه مثل الزجاجة لم يكحل من الرمد
وهذه اللفظة مأخوذة من الحفاف، وهو الجانب، ومنه قول الشاعر :
له لحظات عن حفافي سريره إذا كرها فيها عقاب ونائل
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ، وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ، لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ، أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ، وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ، قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ، مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ.
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ : هذا تفسير وبيان للذين يكون بينهم الخصومة، وهذا يدل على أن الاختصام السابق يكون بين المؤمنين والكافرين، والمعنى : لا أجد في المكذبين أظلم ممن افترى على اللّه، فنسب إليه الولد والصاحبة والشريك، وحرّم وحلل من غير أمر اللّه وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ : وهو ما جاء به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إِذْ جاءَهُ : أي وقت


الصفحة التالية
Icon