مفاتيح الغيب، ج ١، ص : ١١٧
لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ
وأما الأخبار فكثيرة :
الخبر الأول : ما
روى أبو أمامة الباهلي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال :«اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه».
الخبر الثاني :
عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال :«هل تدرون أي الناس أكيس؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم، قال : أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا قالوا : يا رسول اللّه، هل لذلك من علامة؟ قال : نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، فإذا دخل النور في القلب انفسح واتسع للاستعداد قبل نزول الموت».
الخبر الثالث :
عن ابن مسعود قال : تلا النبي صلى اللّه عليه وسلم قوله تعالى : أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر : ٢٢] فقلت : يا رسول اللّه كيف يشرح اللّه صدره؟ قال : إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح، فقلت : ما علامة ذلك يا رسول اللّه؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والتأهب للموت قبل نزول الموت.
الخبر الرابع :
عن أنس رضي اللّه عنه قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي في طريق إذ لقيه حارثة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«كيف أصبحت يا حارثة؟ قال : أصبحت واللّه مؤمنا حقا، فقال عليه الصلاة والسلام : أنظر ما تقول، فإن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وإلى أهل النار يتعاوون فيها، فقال عليه الصلاة والسلام : عرفت فالزم، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من سره أن ينظر إلى رجل نور اللّه الإيمان في قلبه فلينظر إلى هذا» ثم قال : يا رسول اللّه، ادع اللّه لي بالشهادة، فدعا له، فنودي بعد ذلك : يا خيل اللّه اركبي، فكان أول فارس ركب، فاستشهد في سبيل اللّه.
الخبر الخامس :
عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال : بينما أنا جالس عند النبي صلى اللّه عليه وسلم إذ سمع صوتا من فوقه، فرفع رأسه إلى السماء فقال : إن هذا الباب من السماء قد فتح، وما فتح قط، فنزل منه ملك فقال : يا محمد أبشر بنورين لم يؤتهما أحد من قبلك : فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة.
الخبر السادس :
عن يعلى بن منبه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«يمر المؤمن على الصراط يوم القيامة فتناديه النار :«جز عني يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي».
الخبر السابع :
عن نافع عن عبد اللّه بن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقول :«اللهم بك نصبح، وبك نمسي، وبك نحيا وبك نموت، وإليك النشور، اللهم اجعلني من أفضل عبادك عندك حظا ونصيبا، في كل خير تقسمه اليوم : من نور تهدي به، أن رحمة تنشرها، أو رزق تبسطه، أو ضر تكشفه، أو بلاء تدفعه، أو سوء ترفعه، أو فتنة تصرفها».
الخبر الثامن :
عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه سئل عن أهل الجنة فقال :«أهل الجنة شعث رؤسهم، وسخة ثيابهم، لو قسم نور أحدهم على أهل الأرض لوسعهم».
الخبر التاسع :
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : أن أهل الجنة كل أشعث أغبر ذي طمرين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا، وإذا قالوا لم ينصت لقولهم، حاجة أحدهم