مفاتيح الغيب، ج ٢، ص : ٢٦٤
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر : ٢٢] وسمي التوراة نوراً إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ [المائدة : ٤٤] وسمي الإنجيل نوراً وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ [المائدة : ٤٦] وسمي الإيمان نوراً يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ [الحديد : ١٢].
الثامن والعشرون : الحق : ورد في الأسماء «الباعث الشهيد الحق» والقرآن حق وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ [الحاقة : ٥١] فسماه اللّه حقاً، لأنه ضد الباطل فيزيل الباطل كما قال : بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ [الأنبياء : ١٨] أي ذاهب زائل.
التاسع والعشرون : العزيز وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء : ٩] وفي صفة القرآن وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ [فصلت : ٤١] والنبي عزيز لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ [التوبة : ١٢٨] والأمة عزيزة وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون : ٨] فرب عزيز أنزل كتاباً عزيزاً على نبي عزيز لأمة عزيزة، وللعزيز معنيان : أحدهما : القاهر، والقرآن كذلك، لأنه هو الذي قهر الأعداء وامتنع على من أراد معارضته.
والثاني : أن لا يوجد مثله.
تسمية القرآن بالكريم :
الثلاثون : الكريم إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ [الواقعة : ٧٧] واعلم أنه تعالى سمي سبعة أشياء بالكريم ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [الانفطار : ٦] إذ لا جواد أجود منه، والقرآن بالكريم، لأنه لا يستفاد من كتاب من الحكم والعلوم ما يستفاد منه، وسمي موسى كريماً وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ [الدخان : ١٧] وسمي ثواب الأعمال كريماً فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ [يس : ١١] وسمي عرشه كريماً اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل : ٢٦] لأنه منزل الرحمة، وسمي جبريل كريماً إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ [التكوير : ١٩] ومعناه أنه عزيز، وسمي كتاب سليمان كريماً إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل : ٢٩] فهو كتاب كريم من رب كريم نزل به ملك كريم على نبي كريم لأجل أمة كريمة، فإذا تمسكوا به نالوا ثواباً كريماً.
ومن أسمائه «العظيم» :
الحادي والثلاثون : العظيم : وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : ٨٧] اعلم أنه تعالى سمي نفسه عظيماً فقال : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة : ٢٥٥] وعرشه عظيماً وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة : ١٢٩] وكتابه عظيماً وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : ٨٧] ويوم القيامة عظيماً لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [المطففين : ٥، ٦] والزلزلة عظيمة إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج : ١] وخلق الرسول عظيماً وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم : ٤] والعلم عظيماً وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
[النساء : ١١٣] وكيد النساء عظيماً إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف : ٢٨] وسحر سحرة / فرعون عظيماً وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف : ١١٦] وسمي نفس الثواب عظيماً وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : ٢٩] وسمي عقاب المنافقين عظيماً وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [البقرة : ٧].
ومنها المبارك :


الصفحة التالية
Icon