مفاتيح الغيب، ج ٢١، ص : ٥٥٤
الوارث المال من المتوفي. ورابعها : معنى من كان تقيا من تمسك باتقاء معاصيه وجعله عادته واتقى ترك الواجبات، قال القاضي : فيه دلالة على أن الجنة يختص بدخولها من كان متقيا والفاسق المرتكب للكبائر لا يوصف بذلك. والجواب : الآية تدل على أن المتقي يدخلها وليس فيها دلالة على أن غير المتقي لا يدخلها وأيضا فصاحب الكبيرة متق عن الكفر ومن صدق عليه أنه متق عن الكفر فقد صدق عليه أنه متق لأن المتقي جزء من مفهوم قولنا المتقي عن الكفر وإذا كان صاحب الكبيرة يصدق عليه أنه متق وجب أن يدخل تحته فالآية تحته فالآية بأن تدل على أن صاحب الكبيرة يدخل الجنة أولى من أن تدل على أنه لا يدخلها.
[سورة مرعالى يتصرف فينا بحسب مشيئته وإرادته وحكمته لا اعتراض لأحد عليه فيه وقال أبو مسلم قوله : وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ يجوز أن يكون قول أهل الجنة والمراد وما نتنزل الجنة إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا أي في الجنة مستقبلا وما خلفنا مما كان في الدنيا وما بين ذلك أي ما بين الوقتين وما كان ربك نسيا لشيء مما خلق فيترك إعادته لأنه عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة وقوله : وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ابتداء كلام منه تعالى في مخاطبة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم ويتصل به : رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي بل هو رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ قال القاضي وهذا مخالف للظاهر من وجوه :
أحدها : أن ظاهر التنزل نزول الملائكة إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلم لقوله بأمر ربك وظاهر الأمر بحال التكليف أليق، وثانيها : أنه خطاب من جماعة لواحد وذلك لا يليق بمخاطبة بعضهم لبعض في الجنة. وثالثها : أن ما في سياقه


الصفحة التالية
Icon