مفاتيح الغيب، ج ٢٢، ص : ١٦٩
المسألة الخامسة : فيه دلالة على أن أول مب : كانت امرأة أيوب عليه السلام تعمل للناس وتأتيه بقوته، فلما طال عليه البلاء سئمها الناس فلم يستعملوها فالتمست ذات يوم شيئا من الطعام فلم تجد شيئا فجزت قرنا من رأسها فباعته برغيف فأتته به فقال لها : أين قرنك فأخبرته بذلك، فحينئذ قال : مَسَّنِيَ الضُّرُّ.
الرواية الخامسة : قال إسماعيل السدي : لم يقل أيوب مسني الضر إلا لأشياء / ثلاث. أحدها : قول الرجلين له لو كان عملك الذي كنا نرى للَّه تعالى لما أصابك الذي أصابك.
وثانيها : كان لامرأته ثلاث ذوائب فعمدت إلى إحداها وقطعتها وباعتها فأعطوها بذلك خبزا ولحما فجاءت إلى أيوب عليه السلام فقال من أين هذا؟ فقالت : كل فإنه حلال فلما كان من الغد لم تجد شيئا فباعت الثانية وكذلك فعلت في اليوم الثالث، وقالت : كل فإنه حلال فقال : لا آكل ما لم تخبريني فأخبرته، فبلغ ذلك من أيوب ما اللَّه به عليم، وقيل : إنما باعت ذوائبها لأن إبليس تمثل لقوم في صورة بشر، وقال : لئن تركتم أيوب في قريتكم فإني أخاف أن يعدي إليكم ما به من العلة فأخرجوه إلى باب البلد، ثم قال لهم : إن امرأته تدخل في بيوتكم وتعمل وتمس زوجها أما تخافون أن تعدي إليكم علته، فحينئذ لم يستعملها أحد فباعت ضفيرتها. وثالثها : حين قالت له امرأته ما قالت فحينئذ دعا. الرواية السادسة : قيل : سقطت دودة من فخذه فرفعها وردها إلى موضعها، وقال قد جعلني اللَّه تعالى طعمة لك فعضته عضة شديدة، فقال : مسني الضر. فأوحى اللَّه تعالى إليه لولا أني


الصفحة التالية
Icon