مفاتيح الغيب، ج ٢٩، ص : ٤٣٠
كتاب، أو المظروف كريم على معنى أنه كريم في كتاب، كما يقال : فلان رجل كريم في نفسه، فيفهم كل أحد أن القائل لم يجعله رجلا مظروفا فإن القائل : لم يرد أنه رجل في نفسه قاعد أو نائم، وإنما أراد به أنه كريم كرمه في نفسه، فكذلك قرآن كريم فالقرآن كريم في اللوح المحفوظ وإن
المسألة الخامسة : ما المراد من
ظر إليه إلا قوم مطهرون، وأما القرآن فهو مكتوب مستور أبد الدهر عن أعين المبدلين، مصون عن أيدي المحرفين، فإن قيل : فما فائدة كونه فِي كِتابٍ وكل مقروء في كتاب؟ نقول : هو لتأكيد الرد على الكفار لأنهم كانوا يقولون : إنه مخترع من عنده مفترى، فلما قال : مقروء عليه اندفع كلامهم، ثم إنهم قالوا : إن كان مقروءا عليه فهو كلام الجن فقال : فِي كِتابٍ أي لم ينزل به عليه الملك إلا بعدم أخذه من كتاب فهو ليس بكلام الملائكة فضلا أن يكون كلام الجن، وأما إذا قلنا : إذا كان كريما فهو في كتاب، ففائدته ظاهرة، وأما فائدة كونه في كتاب مكنون فيكون ردا على من قال : إنه أساطير الأولين في كتب ظاهرة، أي فلم لا يطالعها الكفار، ولم لا يطلعون عليه لا بل هو فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فإذا بين فيما ذكرنا أن وصفه بكونه قرآنا صار ردا على من قال : يذكره من عنده، وقوله : فِي كِتابٍ رد على من قال : يتلوه عليه الجن حيث اعترف بكونه مقروءا ونازع في شيء آخر، وقوله : مَكْنُونٍ رد على من قال :
إنه مقروء في كتاب لكنه من أساطير الأولين.


الصفحة التالية
Icon