يجتمعان في معظم معانيها، إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم كما أن شهادته مردودة عند جميعهم، ودلت السنة على نفس رواية المنكر من الأخبار كنحو دلالة القرآن على نفس خبر الفاسق، وهو الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» (١).
وقد جاء عن أبي عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة (ت١٧٩؟) ومحمد بن إدريس الشافعي (ت٢٠٤؟) وأبي عبد الله أحمد بن حنبل (ت٢٤١؟) وعبد الله بن المبارك (ت١٨١؟) ومحمد بن مسلم بن عبيد الله أبو بكر الزهري (ت١٢٤؟).
وغيرهم من الأئمة ما يبين أهمية الإسناد وفوائده ومزاياه وأنه مما اختص الله به هذه الأمة.
قال مالك في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ (٢) هو قول الرجل حدثني أبي عن جدي (٣).
وقال أحمد بن حنبل: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف (٤).
وقال الشافعي رحمه الله تعالى: مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى ولا يدري (٥).
(٢) سورة الزخرف آية: ١٤.
(٣) الإسناد من الدين: ١٩.
(٤) مقدمة ابن الصلاح: ١٣٠.
(٥) فتح المغيث: ٣/٥، الإسناد من الدين: ٢٠.