والكسائي وحده من بين القراء العشرة يقرأ قوله تعالى ﴿أَلا بُعْداً لِثَمُودَ﴾ (١) بكسر الدال مع التنوين.
قال الفراء (٢) : قلت للكسائي لم أجريت ﴿أَلا بُعْداً لِثَمُودَ﴾ ومن أصلك أن لا تجريه إلا في موضع النصب إتباعاً للكتاب.
فقال: لما قرب من المجرى وكان موافقاً له من جهة المعنى أجريته لجواره له.
قال أبو عمرو الداني مبيناً سبب صرف الكسائي لهذا اللفظ وكسره له مع التنوين أن مرد ذلك إلى التلقي أولاً لا للقياس والتشهي.
قال: ((وذلك بعد أن روى الإجراء عن سلفه وتلقاه عن أئمته)) (٣).
وقال شبل (٤) قرأت على ابن محيصن (٥) وابن كثير (٦) فقالا: {رَبِّ احْكُمْ
(١) سورة هود آية: ٦٨.
(٢) يحيى بن زياد أبو زكريا الأسلمي النحوي الكوفي المعروف بالفراء شيخ النحاة كان أبرع الكوفيين، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وعلي بن حمزة الكسائي، وعنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم. قال أبو العباس ثعلب لولا الفراء لما كانت العربية لأنه خلصها وضبطها مات سنة ٢٠٧؟. غاية النهاية ٢/٣٧١، أنباه الرواة على أبناه النحاة ٤/٧.
(٣) جامع البيان للداني مخطوط لوحة: ٢٥٧/ب.
(٤) شبل بن عباد أبو داود المكي مقرئ مكة أجل أصحاب ابن كثير ولد سنة: (٧٠؟) قرأ على ابن محيصن، وعبد الله ابن كثير، وغيرهما توفى سنة (١٤٨؟) وقيل بقي إلى قريب سنة (١٦٠؟). غاية النهاية: ١/٣٢٣، تهذيب التهذيب: ٤/٣٠٥.
(٥) محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المكي مقرئ أهل مكة مع ابن كثير عرض على مجاهد بن جبر، ودرباس مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير توفى سنة: (١٢٣؟).
غاية النهاية: ٢/١٦٧، معرفة القراء الكبار: ١/٨١.
(٦) عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان أبو معبد المكي أحد القراء السبعة ولد سنة: (٤٥؟) عرض على مجاهد بن جبر، وعبد الله بن السائب.
ودرباس مولى ابن عباس توفى سنة: (١٢٠؟).
غاية النهاية: ١/٤٤٣، التيسير للداني: ٤.


الصفحة التالية
Icon