ج٣ص١٤٥
فيهما وما ذكره لتوجيهه تعسف لا يصلح ما أفسده الدهر. قوله :( ونقض لمذهبهم الخ ( رذه صاحب الكشف فقال : وما قاله بعض الجماعة من أنّ التقييد بالمشيئة ينافي وجوب التعذيب قبل التوبة ووجوب الصفح بعدها لم يصدر عن ثبت لأنّ الوجوب بالحكمة يؤكد المشيئة عندهم، وأيضا فإنه أشار بتمثيله بأنّ الأمير يبذل القنطار لمن يشاء، ولا يبذل الدينار لمن لا يشاء بأنّ المشيئة بمعنى الاستحقاق وهي تقتضي الوجوب، وتؤكده كما قاله المدقق فلا يرد ما ذكره رأسا ووجه إلزام الخوارج يفهم من التقابل فافهم. قوله :) ارتكب ما يستحقر دونه الآثام ) هذا من جعله عظيما بعظمته وأنه أكبر الكبائر يقتضي التخليد به دون غيره. قوله :( والافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل وكذلك الاختلاق ) الافتراء من الفرى وهو القطع، ولأنّ قطع الشيء مفسدة له غالبا غلب في الإفساد واستعمل في القرآن في الكذب والشرك والظلم كما قاله الراغب : فهو ارتكاب ما لا يصح أن يكون قولاً أو فعلا فيقع على اختلاق الكذب وارتكاب الإثم كما هنا وهو مشترك فيهما، وقيل الأظهر أنه حقيقة في اختلاق الكذب أي تعمده مجاز في افتعال ما لا يصح مرسل أو استعارة، ولا يلزمه الجمع بين الحقيقة والمجاز هنا لأنّ الشرك أعم من القولي والفعلي لأنّ المراد معنى عام وهو ارتكاب ما لا يصح كما أشار إليه المصنف رحمه الله تعالى. قوله :( يعني أهل الكتاب الخ ) أحباء جمع حبيب بمعنى محب أو محبوب، وقوله : إلا كهيئتهم فيه تجوّز أي إلا بصفتهم من أنه لا يكتب عليهم ذنب لأنّ أعمال! ليلنا تكفر ما في النهار وعكسه، وتزكية النفس مذمومة عند الله وعند الناس إلا لغرض صحيح كالتحدث بالنعمة ونحوه، وقوله دون تزكية غيره أي تزكية غيره لا يعتد بها إذا خالفت تزكيته فلا ينافي قبول التزكية من الناس كما مرّ والتزكية في الأصل التطهير والتبرئة من القبيح فعلاً كقرله :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾ [ سورة الشمس، الآية : ٩ ] وقوله :﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾
[ سورة التوبة، الآية : ١٠٣ ] وأما قولاً فظاهر. قوله :( بالذم أو العقاب الخ ) أو لا يظلمون إذا زكوا بزيادة أو نقص في وصفهم، والفتيل مثل يضرب للحقارة كالنقير للنقرة التي في ظهر النواة والقطمير وهو قشرة النواة الرقيقة، وقيل الفتيل ما خرج بين إصبعيك وكفيك من الوسخ وجعل المصنف رحمه الله تعالى الإضراب ببل إيطاليا لإبطال تزكية أنفسهم واثبات تزكية اللّه، وقيل بل للإضراب عن ذمّهم بتزكيتهم أنفسهم إلى ذمهم بالبخل والحسد اللذين هما شر خصلتين وفوق رذيلة ما في التزكية من العجب والكذب، وهذا إنما يتم أن لو ارتبط قوله :﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ ﴾ الخ بقوله :﴿ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء ﴾ وهو بعيد لفظا ومعنى إذ هو مرتبط بقوله ألم تر الخ ولا داعي لما ذكره وقوله :( في رّعمهم الخ ) المراد في تزكيتهم أنفسهم وهي بما ذكر كما مرّ. قوله :( لا يخفى الخ ) إشارة إلى أنه من أبان اللازم لا المتعدي وظهور الذنب بين غيره من الذنوب عبارة عن كونه عظيما منكراً. قوله :( نزلت في يهود الخ ) يهود ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وهو من الإعلام التي يتعاقب عليها تعريفان تعريف باللام وغلبة العلمية كاليهود ويهود والمجوس ومجوس وقد جوّز تنوينه لأنه أريد التنكيو والوصفية وحيى بالتصغير تصغير حيّ علم يهودي معروف، وكذا كعب وقوله : يحالفون بالمهملة أي يعاقدون. قوله :( والجبت في الأصل اسم صنم الخ ) قال الراغب : الجبت والجبس الرذيل الذي لا خبر فيه وقيل التاء بدل من السين كما في قوله :
عمرو بن يربوع شرار النات
أي الناس وهو قول قطرب لأنّ مادة ج ب ت مهملة وغيره يجعلها مادّة مستقلة وأطلق
على كل معبود غير الله، وكذا الطاغوت وقد مرّ وقوله : لأجلهم يشير إلى أنّ اللام ليس صلة القول، ولو كان صلة!قال أنتم أهدى الخ وفسر السبيل بالدين لأنه يعبر به عنه وهو الطريق
المستقيم وفي نفي النصر بيان لخفيتهم، في استنصارهم بمشركي قريش. قوله :( أم منقطعة ومعنى الهمزة الخ ) أم المنقطعة مقدرة ببل والهمزة أي بل أكان الخ والهمزة المقدرة التي أشار إليها المصنف رحمه اللّه تعالى معناها الإنكار أي لا يكون لهم ذلك. قوله :( أي لو كان لهم نصيب من الملك الخ ) قيل أي لا نصيب لهم من الملك لعدم استحقاقهم حرمانه بسبب أنهم لو أوتوا نصيباً منه لما آتوا أحدا أقل