ج٤ص٢٠١
اليوم الذي دخل فيه يوسف عليه الصلاة والسلام مصر، واليوم الذي دخل فيه موسى-شي! أربعمائة عام. قوله :( فأحضرهما عندي ليثبت بها صدقك ا لما كان ظاهر الكلام طلب حصول الشيء على تقدير الحصول أشار إلى بيان المغايرة بين الشرط والجزاء، وكون جواب الشرط الثاني ما يدل عليه الشرط المتقدم وجوابه أمر آخر، وقوله : ليثبت بها صدقك إشارة إلى أنّ الشرط الثاني مقدم في الاعتبار على قاعدة تكرّر الشرطين فتدبر. قوله :( ظاهر أمره ) تفسير لمبين، وقوله : صارت ثعبانا
إشارة إلى أنه صيرورة حقيقية لا تخييلية، وأشعر بمعنى كثير الشعر، وفي نسخة أشعرانيا وهو بمعناه، وفاغراً بالفاء والغين المعجمة والراء المهملة بمعنى فاتح، وسور القصر بمعنى أعلى حائطه، وأحدث أي استطلقت بطنه في مكانه لخوفه، وقوله فمات أي للخوف، ووطء بعضهم بعضاً. وقوله : أنشدك بالذي الخ، أي
أقسم عليك به. قوله :) من جيبه أو من تحت إبطه الخ ( لقوله :﴿ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ﴾ أسورة النمل، الآية : ١٢ ] وقوله :﴿ اضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ﴾ [ سورة طه، الآية : ٢٢، والجمع بينهما ممكن في زمان واحد. وقوله :( بياضاً خارجاً عن العادة ( لأنه روي أنه أضاء له ما بين السماء والأرض وقوله : أو للنظار أي لأجلهم. وقوله :( لا أنها كانت بيضاء في جبلتها ( أي أصل خلقتها لأنه كان آدم شديد الأدمة وهي السمرة، وأصله " دم بهمزتين أفعل، وكونه كذلك مروفي في الحديث الصحيح. قوله :( قيل قاله هو وأشراف قومه الخ ) يعني أنه وقع في سورة الشعراء قال! :﴿ لِلْمَلَإِ ﴾ وهنا قال :﴿ الْمَلإِ ﴾ والقصة واحدة فكيف يختلف القائل في الموضحعين. وفي الكشاف قاله : هو، وقالوه : هم فحكى قوله ثمة وقولهم هنا أو قاله : ابتداء فتلقنه منه الملأ فقالوه لأعقابهم، أو قالوه عنه للناس على طريق التبليغ، كما يفعل الملوك يرى الواحد منهم الرأي فيكلم به من يليه من الخاصة، ثم تبلغه الخاصة العامة، والدليل عليه أنهم أجابوه بقولهم :) أرجئه وأخاه ( فأشار إلى ترجيح أنّ الملأ قالوه عن فرعون بطريق التبليغ إلى القوم، بأنّ القوم أجابوا فرعون وخاطبوه بقولهم :) أرجئه وأخاه ) فلو لم يكن الكلام تبليغا من فرعون إليهم لما كان لهذا الجواب والخطاب وجه إذ لا يناسب قول الملأ ابتداء إلا أن يقدر في الكلام، إذ المناسب حينئذ ارجعوا وأرسلوا، ولا يناسب النقل بطريق الحكاية لأنه حينئذ لا تكون مشاورة، فلا يتجه جوابهم أصلاً أو أن الجواب وهو أرجئه الخ في الشعراء من كلام الملا لفرعون، وهنا من كلام سائر القوم فلا منافاة بينهما لتطابق الجوابين، ثم اختلفوا في قوله :﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾ فقيل إنه من تتمة كلام الملا وهو الظاهر، وقيل كلام الملا تنم عند قوله :﴿ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ ﴾ ثم قال فرعون مجيبا لهم ﴿ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾ قالوا :﴿ أَرْجِهْ ﴾ وحينئذ يحتمل أن يكون كلام الملا مع فرعون، وخطاب الجمع في يخرجكم لتفخيمه أو لما جرت به العادة، وأن يكون مع قوم فرعون والمشاورة منه قيل : وإنما التزموا هذا التعسف ليطابق ما في الشعراء في قوله :﴿ مَاذَا تَأْمُرُونَ ﴾ فإنه من كلام فرعون. وقوله :﴿ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾ كلام الملا لفرعون لكن ما اندفعت المخالفة بالمرّة لأنّ قوله :﴿ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم ﴾ كلام فرعون للملا، وفي هذه السورة على ما وجهوه كلام الملا لفرعون، ولعلهم يحيلونه على أنه قال لهم مرّة، وقالوا له أخرى. قوله :( تشيرون في أن نفعل ) يعني أنه من الأمر بمعنى المشاورة وهو المروقي عن ابن عباس رضي الله عنهما يقال : أمرته فأمرني أي شاورته فاشار عليّ برأي، وليس هو الأمر المعهود وان قيل به. وأمّا قوله في العصا هنا :﴿ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ ﴾ وفي محل آخر ﴿ كَأَنَّهَا جَانٌّ ﴾ [ سورة النمل، الآية : ١٠، فلا معارضة
بينهما كما سيأتي ﴿ حَاشِرِينَ ﴾ جمع حاشر وهو من يجمعهم. وقوله : كأنه الخ من تتمة التوفيق كما مرّ. قوله :) والإرجاء التأخير الخ ) هذا هو الأصح لغة لا أنه بمعنى الحبس، وقيل لأنه لم يثبت منه الحبس، وقيل : الأمر به لا يوجب وقوعه، وقيل : إنه لم يكن قادرا على حبسه بعد ما هاله منه، وقوله :﴿ لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾ [ سورة الشعراء، الآية : ٢٩ ] في الشعراء كان قبل هذا وقال أبو منصور : الأمر بالتأخير دل على أنه تقدم منه أمر آخر وهو الهئم بقتله فقالوا أخره ليتبين حاله للناس. قوله :( وأصله أرجئه الخ ) يعني بالهمز وفيه هنا وفي الشعراء ست قرا آت متواترة لا التفات لمن أنكر بعضها، كما ستراه ثلاث مع الهمزة أرجثه وبهمزة ساكنة وهاء متصلة بواو الأشباع، وأرجئه


الصفحة التالية
Icon