ج٤ص٣٦٢
والله تعالى علم بما يصير إليه أمرهم والتردد منه تعالى محال فهو للعباد إذ خوطبوا بما يعلمون والمعنى ليكن أمرهم عندكم بين الرجاء والخوف، والمراد تفويض ذلك إلى إرادة الله تعالى ومشيئته إذ لا يجب عليه تعذيب العاصي، ولا مغفرة التائب ولذا قيل إنها هنا للتنويع أي أمرهم دائر بين هذين الأمرين وهو أولى مما ذكره المصنف رحمه الله وقوله :( والمراد الغ ( مر
ما له وعليه. قوله :( عطف على وآخرون الخ ) قيل إنه على الوجه الثاني من إعرابه فهو مبتدأ خبره من أهل المدينة، وإذا كان مبتدأ فخبره محذوف ونصبه على الاختصاص أي القطع وهو منصوب بمقدر كأذم واعني، وليس هذا الاختصاص الذي اصطلح عليه النحاة، وقطع المعطوف فيه تفصيل سبق في سورة البقرة، وعلى قراءة ترك الواو ويحتمل ما مرّ من الوجوه وأن يكون بدلاً من آخرون على أحد التفسيرين، وفيه وجوه أخر مفصلة في إعراب السمين وغيره. قوله :( ضرارا ) مفعول له وكذا ما بعده، وتيل مصدر في موضع الحال أو مفعولاً ثانيا لاتخذوا، وقوله مضارّة أي بتفريق الجماعة وأشار إلى أنه مصدر من المفاعلة. قوله :( روي إلخ ( قال العراقي رحمه اللّه : هكذا ذكره الثعلبي بدون سند وروى بعضه ابن مردوية وابن جرير، وقباء بضم القاف والمد محل بقرب المدينة ويجوز فيه الصرف وعدمه، وقوله :) فحسدتهم إخوانهم ) سماهم إخوانا لأنهم أبناء أخوين وأبو عامر الراهب هو الذي سماه النبي ﷺ ا!فاسق من أهل المدينة تر!ب في الجاهلية فلما قدم النبيّ ع!ر إلى المدينة قال لى ما هذا الذي جئت به قال :" الحنيفية البيضاء دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام " قال أبو عامر فأنا عليها فقال له : إنك لست عليها، قال : بلى ولكنك أدخلت فيها ما ليس منها فقال النبيّ ﷺ :" ما فعلت ولكن جئت بها بيضاء نقية " فقال : أبو عامر أمات الله الكاذب منا فريدأ وحيدا فأفن النبيئ مجش!ه فمات أبو عمار كذلك بقنسرين ) ١ (، وقوله :) إذا قدم من الشأم ( أي لأنه هرب ليأتي بجنود قيصر لحرب النبيّ ﷺ كما يأتي، وقوله لذي الحاجة أي من شغلته حاجته عن المضي للجماعة حتى ضاق الوقت، والعلة يعني المرض!، والمطيرة بفتح الميم ذات المطر، وقوله :( فأخذ ثوبه ) اختصار لما في الكشاف من أنه كان قبل ذهابه لمجر لتبوك فقال :" إئي على جناح سفر وحال شغل فإذا قدمنا إن شاء الله صلينا فيه " فلما أتى لمجتن من تبوك أتوه وسألوه ذلك فدعا ع!ي!
بقميصه وهم بذلك فنزل عليه الوحي ) ١ ( بما ذكر، وقوه :( والوحشئ ) كذا في النسخ والصواب وحشيّ بدون أل، وقوله :) واتخذ مكانه الخ ( أي جعل محلا لالقاء الكناسة به. قوله :( وتقوية للكفر الذي يضمرونه الخ ) قيل الكفر يصلح أن يكون علة فما الحاجة إلى تقدير التقوية فيه وكأنه إنما تدره لأنّ اتخاذه ليس كفراً بل مقوّلة لما اشتمل عليه، وقنسرين بكسر القاف وتشديد النون مكسورة ومفتوحة بلدة بالشأم، وقيل من بلاد الروم لأنها كانت إذ ذاك في أيديهم. قوله :( ومن قبل متعلق بحارب أو باتخذوا الخ ) تصوير للمعنى وبيان للمضاف المقدر على هذا الوجه، وهو قبل أن ينافقوا أي ظهروا والنفاق وعلى الوجه الآخر تقديره من قبل الاتخاذ، وقوله لما روي تأييد للثاني وقوله على جناج سفر أي آخذين في السفر شارعين فيه استعارة من جناح الطائر، وقفل بمعنى رجع ومنه الفاعلة تفاؤلاً وكزر مبنيئ للمجهول أي كرّر عليه السؤال في ذلك. قوله :( ما أردنا ببنائه إلا الخصلة الحسنى الخ ( فإن نافية والحسنى تأنيث الأحسن وهي صفة الخصلة فهو مفعول به وعلى تقدير الإرادة فهو مصدر قائم مقامه منصوب على المصدرية أي إلا الارادة الحسنى، والمراد بالإرادة المراد فلذا وصفها بالحسنى وفسرها بنحو الصلاة، وهكذا وقع في الكشاف وقد حرفه بعضهم فظن أن العبارة إلا لارادة الحسنى بلام الجرّ التعليلية وقال : إنه وجه متكلف، وقوله في حلفهم أي ما حلفوا عليه، وقوله :( للصلاة ( بيان للمعنى المراد، ويحتمل أن يكون القيام مجازاً عن الصلاة كما في قولهم فلأن يقوم الليل، وفي الحديث من قام رمضان إيمانا واحتساباً. قوله :( يعني مسجد قباء أسسه الخ ( اختلف
السلف في المراد بالمسجد في هذه الآية فرجح المصنف رحمه الله كونه مسجد قباء لظاهر قوله تعالى من أول يوم إذ لا يراد أوّل الأيام


الصفحة التالية
Icon