ج٦ص٢٥٤
وقوله : وإنما أطلقه أي الذكر مع أن المراد به الذكر بسوء كما قدره لدلالة الحال عليه كما بينه ودلالة همزة أهذا على الإنكار والتعجب المفيدين لما ذكر بالقرينة الحالية أيضاً مع أن قرينة الحال قد دلت على ما ذكر بدونه كما في قوله :﴿ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ ﴾ [ سورة الأنبجاء، الآية : ٦٠، فالمعوّل عليها لاطرادها فلا وجه للإنكار على المصنف بما ذكر. قوله :( بالتوحيد ( يعني أنه مصدر مضاف لمفعوله وذكرهم توحيده وعلى كونه بمعنى إرشاد الخلق هو مضاف للفاعل قيل ويجوز أن يكون للمفعول، وقوله : رحمة عليهم إشارة إلى نكتة اختيار لفظ الرحمن وهو تأييد لهذا
الوجه. وقوله : أو بالقرآن تفسير لقوله : بذكر الرحمن وليست الباء فيه متعلقة بذكر كما في الوجهين السابقين والإضافة لامية إلى منزله. وجوّز تعلق الباء بذكر أيضا على أنه بمعضى الموعظة ويجوز عطفه على قوله ببعث الرسل. وقيل مفاه قولهم ما نعرف رحمن إلا مسيلمة وهذه الجملة في موضع الحال من فاعل يتخذونك لا بيقولون كما يشير إليه قوله : فهم أحق الخ وقوله : منكرون الإنكار لا يتعدى بالباء لكنه عدى بها نظر اللفظ الكفر. قوله :( وتكرير الضمير للتكيد والتخصيص ) التأكيد من تكريره والتخصيص لكونه فاعل كافرون يعني قدّم عليه بناء على إفادة هو عارف التخصيص، والصلة بقعنى المتعلق وهو بذكر المقك م للفاصلة فأعيد للتذكير به فتأمّل. قوله :( كأنه خلق منه لفرط استعجاله ) يعني أنه استعارة إما مكنية بتشبيه العجل لكونه مطبوعاً عليه بمادّته ويجوز أن تكون تصريحية والمراد بالإنسان الجنس أو آدم عليه الصلاة والسلام لسريان ماله لأولاده وقد كظرّف فيه بعض المتأخرين فقال :
إنسان عيني بتعجيل السهاد ملي عمري لقدخلق الإنسان من عجل...
وقوله ما طبع عليه أي جعل طبعا وغريزة له والمطبوع عليه بمعنى المخلوق عليه ويجيء الدطبوع بمعنى مقبول الطباع وكونه على القلب ضعيف لأنه قلب غير مقبول لكونه محتاجا للتأويل بأنه جعل من طبائعه وأخلاقه للزومه له والذاهب إليه استدل بأنه قرئ به في الشواذ وقيل العجل الطين بلغة حمير وأنشد عليه أبو عبيدة فقال :
النبع في الصخرة الصماءمنبته والنخل منبته في الماءوالعجل...
قال الزمخشري : والله أعلم بصحته وقوله : حين استعجل العذاب وقال : اللهمّ إن كان
هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من المسماء. قوله :( نقماني ( جمع نقمة بمعنى انتقام وفسره به لأنه المناسب للمقام وهي آية لكونها تصديقاً لما وعد به، وقوله : بالإتيان بها أي لا تطلبوا تعجيل الإتيان بها. قوله :( والنهي عما جبلت عليه ففوسهم ) وهو الاستعجال كما دلّ عليه أنه مخلوق من العجل وليقعدوها بمعنى ليمنعوها عما تريده النفس الأمّارة بالسوء وليس هذا من التكليف بما لا يطاق لأنّ الله أعطاها من الأسباب ما تستطيع به الكف عن مقتضاها. ومتى في موضمع رفع خبر لهذا والوعد صفته. قوله :( وقت وعد العذاب ) وقت الوعد هو وقت
وقوع الموعود به وهذا سائغ في الاستعمال فلا حاجة إلى تقدير مضاف وهو الإيجاز أو جعله من إضافة الصفة إلى الموصوف أي العذاب الموعود به كما قيل. وقوله : عن وجوههم قدمه لأن الدفع عنه أهم من غيره. قوله :( محذوف الجواب ) أي جواب لو محذوف وهو قوله لما استعجلوا. وقيل : لو للتمني لا جواب لها وقوله من كل جانب يفهم من ذكر الإحاطة. وقوله : يستعجلون منه كان الظاهر يستعجلونه ولكنه نظر إلى معناه وهو يطلبون منه وأمّا تضمينه معنى الاستعلام فهو ركيك. وقوله : لا يقدرون الخ معنى لا يكفون وترك المفعول لتنزيله منزلة اللازم وقوله : يعلمون بطلان ما عليهم بيان للمقدر كذا في النسخ والظاهر ما هم عليه ولذا قيل إنه قلب وهو استئناف جواب سؤال مقدر وهو متى يعلمون فقيل يعلمون حين لا ينفعهم علمهم والظاهر هو الذين كفروا فذكره لبيان إنّ الذي أوجب لهم ما ذكر كفرهم فإنّ الوصف يشعر بالعلية وقوله العدة في نسخة العذاب وهو تحريف، وقوله : مصدر أي من غير لفظه وفتح غين بغتة لغة وقيل