ج٦ص٤٣٤
فأبدل وأدغم والظاهر أن اللام صلة جعل ولما كان ظهور فائدة ذلك لمن يتذكر أو يشكر كانا كأنهما لم يجعلا خلفة لغيرهما ويجوز أن يكون للتعليل. وقوله : رحيم على العبادة بقرينة ما سبق من ذكر الرحمن وقوله : أو أراد أو فيه للتنويع أو للتخيير على معنى استقلاله بكل منهما ولم يؤت بالواو لئلا يتوهم إنّ جمعهما لازم وقد قيل إنّ قوله والشاكرين إشارة إلى أنّ أو بمعنى الواو. وقوله : أو ليكونا وقتين الخ ظاهره إنه مقدر وهو على كل من معنيي خلفة. والوود بكسر الواو الوظيفة من قراءة ونحو ذلك وجمعه أو راد كحمل وإحمال وهذا ناظر للتفسير الأوّل لخلفة. وقوله : من ذكر أي الثلاثي. قوله :( خبره الخ ) أو خبره قوله :﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ ﴾ [ سورة الفرقان، الآية : ٦٣ ] وهو أقرب.
وقوله : واضافتهم إلى الرحمن أي دون غيره من أسمائه وضمائره لتخصيصهم برحمته أو لتفضيلهم على من عداهم لكونه!م مرحومين منعما عليهم كما يفهم من فجوى الإضافة إلى مشتق. فما قيل إنهم أضيفوا إليه مع أنّ الكل عبيده وأورب ه عليه إنه لا تخصيص حينئذ إذ ا!بادة تشمل الكل وغايتة أن يكون ما بعده ط!تصا فالظاهر أنّ مراده إنّ إضافته إلى الرصمن لا إلى اغيره من أسمائه تعالى للتخصيص عن عبدة الأصنام وفيه أنّ التخصيص والتفضيل يوجد في إضافته إلى لفظ الله مثلاَ فلا بد من ضم قصد التعريض لمن قالوا وما الرحمن كما قيل تكلف لك غني عته بما قدمناه فتدبر. وقوله في عبادته أي أو عبوديته فل!يس اهذا مبنياً على كونه جمع عابد ثم التعريض في كلا الوجهين !لكته " في هذا أظهر. قوله :( على أن عباد جمع عابد ) الظاهر !أئه بضم العين وتشديد الباء وهي قراءة كما في الدر المصون كتاجر وتجار وهي جمع عابد لا عبد والأول من العبادة وهي أن يظعل ما يرضاه الرب والثاني من العبودية وهي أن يرصى ما يفعله الرب فمن قال إفه عني بقوله على أنّ الخ أنّ الوجه الثاني !للإضافة مبنيّ على أنّ عباد بكسر العين وتخفيف الباء جمع عابد وغلط من زعم أنه بالضم والتشديد وتجار بكتسر المتا اء وتخفيف الجيم كرجلى. كما في وقل :
ولقدأروح على التجارمرجلا فقد خبط خبط عشواء
قوله :( هينين ) يعني إنّ الهون مصدر بمعنى اللين والرفق ومنه حديث المؤمنيق هينون
لينون والمثل إذا عز أخوك فهق وهو إمّا مصدر مع تأويله بالوصف أي هيناً أو حال بمعنى هينين وقوله : مصدر وصف به بتأويله بالصفة هو على الوجه الثاني ويجوز أن يكون عليهما لأنّ الحال وصف لصاحبها معنى فالوصف بالمعنى اللغوي. وقوله : والمعنى الخ يعني أنه كناية عما ذكر. قوله :( تسليماً منكم ومتاركة ) فهو منصوب عبى المصحدرية لأنه فصدر مؤكد لفعله الم!ضمر الذي قام- مقامه والتقدير نسلم منكم تسليماً والج!ملة قق!ول القول والسطلام للمتاركة وهذا المعنى كثير في- كلام اهلعرب كقوله :
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا وقت الزيارة فارجعي ب!سلام...
وفي كتاب سيبويه قالوا سلاما أي براءة منكئم لأن!ها مكية والسلام في النساء وهى مدنية
ولم يؤمر المسلمون بمكة أن يسلموا على المشزكين وإنما هذا على براءة+ منكم وتسليما لا خير بيننا وبينكم ولا شر ا!. وإلى هذا أشار الزمخشريّ وتبعه المصنف رحمه الله. قوله :( أو سدادا من القول ) بفتح السين أي صواباً وهو معطوف على قوله تسليماً- وفي الك!ش!ف في بعض
الحواشي هذا تفسير ليس يسديد لأنّ المراد هنا يقولون : هذه اللفظة لا أنهم يقولون قولاً ذا سداد بدليل قوله سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ( أقول ) وتلك الآية لا تخالف هذا التفسير فإنّ قولهم سلام عليكم من سداد القول أيضاً كيف والظاهر أنّ خصوص اللفظ غير مقصود بل هو أو ما يؤدّي مؤداه مصا يدل على المتاركة وعدم الإثم واللغو اهـ. وهذا مما لا غبار عليه لما مر عن الكتاب فمن قال إنّ مراد القائل إنّ القرآن يفسر بعضه بعضاً فإذا صرح في تلك الآية بهذه اللفظة لا ينبغي التأويل بغيرها إذ الظاهر القصد إلى خصوصها والله أعلم بحكمة تخصيصه وذلك كتخصيص هذه اللفظة بمن مر على آخر مثلاَ ولا يخفى أنه غفلة عن مراد. وأمّا حكمة تخصيصها فما مرّ وهو أنهم لم يؤمروا بالسلام على الكفرة إذ ذاك كما صرحوا به وأمّا تخصيص هذه اللفظة بعد مشروعية السلام فظاهر وفي بعض الحوأشي هنا خبط عجيب تركناه لطوله بلا طائل. قوله :( يسلمون فيه من الإيذاء ) استعمل الإيذاء كغيره وهو صحيح قياساً واستعمالاً كما ذكره الراغب في مفرداته وإنما تركه الجوهري وغيره على عادتهم في ترك المصادر القياسية