ج٧ص٤٠٠
حال ويجوز أن يكون تجريداً، ومن ابتدائية، ويجوز أن يكون المراد بالنازغ وسوسته وقوله : لاستعاذتك الخ فسره في الأعراف بسميع لقوله من آذاك عليم بفعله فينتقم منه مغنيا عن انتقامك وقيل : عليم بنزغ الشيطان.
قوله :) مأموران مثلكم ( بأمركن التكويني لا أمر تكليف لأنهما لا إدراك لهما أو المراد
أنهما جاريان على وفق إرادته مسخران، وقوله : مثلكيم إشارة إلى مانع آخر لأنّ المرء لا يعبد
من هو مماثل له، وقابل الليل بالنهار لأنه يقابله كما أن الليلة تقابل اليوم، وقوله : والمقصود
الخ جملة حالية وضمير بهما للشمس والقمر، وقوله : إشعاراً مفعول له وهو تعليل لجمعها في
ضمير واحد مع أنّ المقصود الشمس والقمر ووجها لإشعار المذكور نظمها بصيغة واحدة
والليل والنهار لا يعقل قطعا فكذا ما هو مثلهما، ولو ثنى الضمير لم يكن فيه إشعار، وفيه
إشارة إلى وجه التعبير بضمير المؤنث أيضا فإنّ جماعة ما لا يعقل في حكم الأنثى أو الإناث
يقال الأقلام بريتها وبريتهن فليس من التغليب في شيء حتى يرد أنه، إنما يغلب المذكر على
المؤنث لا العكس فعلم عدم استحقاقهما للعبادة من وجوه كونها مخلوقة غير مدركة. قوله :
( فإنّ السجود أخص العبادات ) إذ العبادة مطلقا مختصة بالله معنى، وهذا يختص به معنى
وصورة بخلاف القيام والركوع، والعبادة التذلل وهو غايتها فيلزم من اختصاصها اختصاصه،
وقوله : وهو أي هذا المحل عند قوله : تعبدون موضع السجود عند الشافعيّ في أحد قوليه
وذكره لأنه هو الذي ظهر فيه محل الاختلاف فلا ينافيه كون الأصح خلافه عندهم إن سلم،
وعند أبي حنيفة وفي أحد قولي الشافعي السجدة عند قوله : لا يسأمون لأنه تمام الآية وبه يتتم
المعنى فلذا أخرها احتياطا لأنه لا ضير في تأخير السجود بخلاف تقديمه على محله فإنه يقع
غير معتد به. قوله :( عن الامتثال ) قدره، وكان الظاهر عن السجود أو العبادة لكنه عدل عنه
لأنهم لم يستكبروا عن ذلك لكنهم لم يمتثلوا أمره إذ سجدوا لغيره تعالى، والمخالفة تتضمن
الاستكبار بوجه مّا، وقوله : فالذين الخ جواب أمر مقدر أي فدعهم وشأنهم أو فقاتلهم فإن دته
عباداً يعبدونه، وقوله : لقوله الخ فإنّ عدم السآمة المعبر عنه بالاسمية المقدم فيها الضمير يدل
على الدوام. قوله :( مستعار من الخشوع الخ ( يعني أن أصل معنى الخشوع التذلل فاستعير
استعارة تبعية لحال الأرض! في السكون، وكونها مجدبة لإثبات فيها كما وصفها بالهمود في
قوله :﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ﴾ [ سورة الحج، الآية : ٥ ] وهو خلاف وصفها بالاهتزاز وما معه كما
بينه الزمخشري، ويجوز أن تكون استعارة تمثيلية كما ستراه كما أشار إليه الشارح المحقق.
قوله :) تزخرفت وانتفخت ) التزخرف التزين بالنبات والانتفاخ معنى قوله : ربت بمعنى صارت
ربوة مرتفعة، وقوله : وقرئ ربأت أي بالهمز بمعنى ارتفعت من ربا عليه إذا أشرف ويقال : إني
لأربا بك عن كذا أي أرفعك عنه ولا أرضاه لك كما في الأساس، وفي الكشاف : كأنها بمنزلذ
المختال في زيه وهي قبل ذلك كالذليل الكاسف البال في الأطمار الرثة انتهى فهو استعارة أيضا وفي الكشف إنه يشعر بأنه ليس من التمثيل وذكر في قوله :﴿ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ﴾ [ سورة يونس، الآية : ٢٤ ] إنه كلام فصيح جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروش إذا أخذت النبات الناضر من كل لون والظاهر أنه تمثيل هنا أيضا لكن أطلق الاستعارة على المعنى الأعم على معنى أنه لا مانع من الوجهين كما في قوله :﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ﴾ وقوله : بعد موتها الموت والحياة استعارة للخصب والجدب كما مرّ تحقيقه، وقوله : من الإحياء والإماتة لو أبقى على عمومه ويدخل هذا فيه دخولاً أوّليا كان أولى. قوله :( يميلون ) من ألحد إذا مال، والإلحاد في آياته أي شأنها وما يليق بها، وقوله : بالطعن الخ، إشارة إلى أنها شاملة للقرآن وغيره لأن التحريف لم يقع في القرآن بل في غيره من الكتب، وقوله : والإلغاء فيها بالغين المعجمة إفعال من اللغو وكان الظاهر أن يقول اللغو فيها لأنه إشارة إلى قوله، وألغوا فيه كما مرّ، وقوله : فنجازيهم على إلحادهم لأن اطلاع الله على الأمور وعلمه بها كناية عن مجازاة فاعلها كما مرّ مراراً. قوله :) قابل الإلقاء في النار الخ ) كان الظاهر أن يقابل بدخول الجنة لكنه عدل عنه لأنّ الأمن من عذاب اللّه أعمّ وأهمّ، ولذا عبر في الأوّل بالإلقاء الدال على القسر والقهر وفيه بالإتيان الدال على أنه


الصفحة التالية
Icon