ج٧ص٤١
والصغير لسكونه ضعفت صفته، فلذا جاز زوالها وبقاءها هذا محصل ما تلقيناه من أهل الأداء وفي النشران التاء تدغم في الطاء في قوله :﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ﴾ [ سورة هود، الآية : ١٤ ا ] وفي التسهيل إنه إذا أدغم المطبق يجوز إبقاء الإطباق وعدمه وقال سيبويه كل عربي والإطباق رفع اللسان إلى الحنك وأحطت بمعنى
علمت علماً تامّاً كأنه محيط بالمعلوم. قوله :( غير مصروف ) ا للعلمية والتأنيث لتاويله بما ذكر ومن صرفه فباعتبار الحيّ أو القوم أو الأب اكبر أو المكان، ومن سكن الهمزة نوى الوقف واليه أشار الشاطبيّ رحمه الله بقوله :
وسكنه وانو الوقف زهرا ومندلا
والقواس راو لقنبل رحمه الله وقرى بالألف وسكون الباء في الشواذ. فوله :( بخبر محقق ) الخبر تفسير للنبا ومحقق تفسير ليقين، وفي الكشاف النبأ الخبر الذي له شأن فهو أخص من الخبر، ولذا اختير في النظم مع ما فيه من التجنيس، وموازنة سبا وهو معنى لغوي صرّح به أهل اللغة فلو فسر به المصنف رحمه الله كان أقعد فما قيل من أنه ليس بوضعيّ، ولذا تركه المصنف ليس بصحيح، وقول المحدثين أنبانا أحط من درجة أخبرنا لا يرد لأنه اصطلاح، وقال الراغب : النبأ خبر ذو فائدة يحصل به علم أو غلبة ظن فلا يقال للخبر نبأ حتى يتضمن هذا، وقوله :( لما أتم بناء بيت المقدس ) الخ هذا ينافي ما سيأتي في سورة سبأ من أنه عليه الصلاة والسلام مات قبل إتمامه وهو المشهور، ولعل فيه روايتين، وقوله فوافى أي جاء وقوله وأقام بها أي بمكة لعلمها من الحرم أو لتأويل الحرم بها أو بالبقعة وقوله رائده براء ودال مهملتين هو الذي يتقدّم لطلب الماء وخصه بهذه الخدمة دون غيره من الطير لأنه قيل إن الله خصه بأنه يرى الماء تحت الأرض كما يرى ما في الزجاج، وقوله لذلك أي لطلب الماء، وقوله إذ حلق تعليل لقوله فلم يجده والتحليق بالحاء المهملة الارتفاع في الهواء، وقوله فتواصفا أي وصف كل منهما ملك أرضه وكان الهدهد الآخر يمانياً بأرض بلقيس، وقوله وما خص الخ معطوف على قدرة الله أو على عجائب وإنكاره من العجائب، وقوله يستكبرها بالباء الموحدة أي يعدها أمرا كبيرا عظيما عظم الله به بعض خواصه وكان الظاهر يسلمها ولكن الذي دعاه للتعبير به التجنيس مع قوله يستنكرها أي يعدها أمرا منكرا، والمراد بذلك أمر سليمان عليه الصلاة والسلام مع الهدهد، وقوله : أعظم من ذلك أي مما ذكر في هذه القصة. قوله تعالى :( ﴿ إِنِّي وَجَدتُّ ﴾ الخ ) قال وجدت دون رأيت للإشعار بأنه أمر غير معلوم أوّلاً لأنّ
الوجدان بعد الفقد وهو مراد من قال إنه للإشعار بغرابة الحال فلا وجه لردّه بعدم ما يدل عليه، ولم يقل تملكها لأنّ ملك المرأة للجلل أغرب، وبلقيس بكسر الباء علم لملكة سبأ معرّب وهو قبل التعريب مفتوح كما ذكره الطيبي، وشراحيل بفتح الشين المعجمة، وقوله والضمير لسبأ أي المراد به الحيّ أو لأهلها إن كانت علماً للبلدة فيعود على الأهل المعلوم من السياق أو المقدّر. قوله :( يحتاج إليها الملوك ) كان الظاهر إليه لكنه أنته باعتبار أنّ كل شيء في معنى أشياء، وهو إشارة إلى وصف مقدر لتصح الكلية فهو كالاستغراق العرفي ولئلا يسوي بينهما وبين سليمان إذ قال : وأوتينا من كل شيء، والقرينة عليه قوله تملكهم هنا، واذا كان المراد بها التكثير لا يحتاج للتأويل، وجملة وأوتيت معطوفة أو حال بتقدير قد وقوله بالنسبة إليها يعني لا بالنسبة لسليمان عليه الصلاة والسلام، والسمك الارتفاع وسمك البناء ونحوه هو طوله، ولذا قابله بالعرض. قوله :( كأنهم كانوا يعبدونها ) قيل الظاهر أن يقول لأنهم وكأنه عدل عنه لأنّ سجودهم يحتمل التحية، أو جعلها قبلة كما يفعله النصارى، وقوله وزين الخ يحتمل العطف على يسجدون والحالية بتقدير قد، وقوله من مقابح أعمالهم وفي نسخة أفعالهم بمعنى قبائح، ولو عبر به كان أحسن. قوله :( فصدّهم لئلا يسجدوا ) الظاهر أنه أراد أنه على تقدير لام الجرّ قبل أن المصدرية، وهو متعلق بصذهم، وأمّا كونه بدلاً من السبيل ولا زائدة فوجه في النظم لكن تفسير هذه العبارة به كما قيل غير متوجه، وفيه وجوه ككونه بدلاً من أعمالهم كما ذكره المصنف وعد عدم السجود من الأعمال بعيد ولذا لم يذكره الزمخشريّ أو متعلق بزين على تقدير اللام أي لئلا يسجدوا قيل، ولم يتعرّض المصنف رحمه الله لأنّ الفاء للسببية فالمعنى زين لصدهم وفيه نظر لأنّ الفاء لا يلزم أن تكون سببية لجواز كونها تفريعية