ج٧ص٤٢٥
إنّ السفيه إذا لم ينه مأمور
وقوله : ثم عقب وصفهم مفعول عقب قوله : وجزاء سيئة الخ لأنّ المراد به لفظه، وقوله : بالانتصار متعلق بوصفهم وللمنع الخ متعلق بعقب فإنّ المنتصر ربما تجاوزا لحذ فبين بقوله : وجزاء سيئة الخ إنّ الانتصار المحمود ما لا يتعدى الحدود. قوله :) وسمي الثانية سيئة للازدواج ( أي المشاكلة بيان لوجه تسمية كل من الإصابة للبغي، وجزائها وهو الانتصار سيئة مع أن الجزاء ليس بسيئة في نفسها فإما أن يكون تسمية الجزاء سيئة للمشاكلة أو هما على حقيقتهما لغة لأن كلا منهم يسوء من نزلت به وكون المراد بالأولى ما يقابل الحسنة لا ينافي الوجه الثاني كما قيل. قوله :( بينه وبين عدوّه ) إشارة إلا أن المراد هنا بالإصلاج إصلاح ما بينه وبين عدوّه بالأغضاء عما صدر منه فيكون من تتمة العفو ويكون كقوله :﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [ سورة فصلت، الآية : ٣٤ ] والمقصود من الآية التحريض على العفو وقد عرفت التوفيق بينه وبين الانتصار، ثم الفاء لتفصيل المحمل السابق، وتعليل ما فهم من حسن تعليل الانتقام بأن تركه أحسن ولمن انتصر بيان لقوله : هم ينتصرون بدل على عظم الموعود حيث جعله حقاً على العظيم الكريم. قوله :) المبتدئين بالسيئة والمتجاوزين في الانتقام ( إشارة إلى دفع ما يتوهم من أنه كان الظاهر أن يقال : إن الله يحب المحسنين، أو المقسطين بأن هذا أنسب إذ المقصود منه الحث على العفو لأنّ المجازي إذا زاد وتجاوز حقه كان ظالما والمساواة من كل الوجوه متعذرة أو متعسرة، ولما فيه من الإيماء إلى أن مشاتمة القبيح قبح، وما هو على صورته لا يحب، ولذا قال : سيئة مثلها فهو متعلق بقوله : وجزاء سيئة الخ، وقوله : فمن عفى لخ اعتراض ولا يأباه الفاء كما صرح به النحاة فلا أعتراض عليه :
فاعلم فعلم المرء ينفعه
فتدبر. قوله :( بعدما ظلم ( بالبناء للمجهول إشارة إلى أنّ المصدر مضاف لمفعوله أو مصدر المبني للصفعول، ومن انتصر معطوف على من عفى وصدر باللام لأنه محل ومظنة للإثم، وقوله : يبتدؤونهم الخ فهو ظلم خاص بما تقدم فلو قال : أو يزيدون في الانتقام كان أولى وقوله : أو يطلبون الخ تفسير له با!ة مر العام الشامل لما يقتضيه المقام والبغي في قوله : يبغون التكبر أو الفساد أو التسلط والقهر كما مر، وقوله : على ظلمهم وبغيهم مأخوذ من تعليقه على اسم الإشارة. قوله تعالى :) ﴿ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ ﴾ ( كرره اهتماماً بالعفو وترغيباً فيه والصبر هنا هو الإصلاح المتقدم فقدم هنا، وعبر عنه بالصبر لأنه من شأن أولي العزم وإشارة إلى أن العفو المحمود ما نشأ عن التحمل لا عن العجز ومن موصولة، أو شرطية واللام للقسم، واكتفى بجوابه عن جواب الشرط وعزم الأمور الأمور المعزومة المقطوعة أو العازمة الصادقة وقد مر بيانه في سورة لقمان. قوله :( أي أنّ ذلك منه الخ ( لأن الجملة خبر فلا بد من تقدير العائد وذلك إشارة إلى الصبر والمغفرة وكونه مغنيا عن العائد لأن المراد صبره أو ذلك رابط والإشارة لمن بتقدير من ذوي عزم الأمور تكلف، وقوله : من بعد خذلان الله إياه يعني الضمير في بعده لله بتقدير مضاف فيه أي خذلانه، وقيل : إنه إشارة إلى الخذلان المفهوم من يضلل لأنه بمعنى يخذل والأوّل أوفق بمذهب أهل الحق. قوله :( أي إلى رجعة إلى الدنيا ( إشارة إلى أنّ مرد مصدر ميمي وتنكيره وتنكير السبيل للمبالغة، ويجوز أن يكون المعنى إلى رد العذاب، ومنعه والجملة مفعول ثان لترى أو حال. قوله :) متذللين ( بيان للمراد وقوله : منقادين الخ إشارة إلى أن من سببية متعلقة بخاشعين، وهو وما قبله بعده أحوال مترادفة أو متداخلة أو أحدها مفعول ترى، وقوله : يبتدئ يشير إلى أنّ من ابتدائية ويجوز أن تكون بمعنى الباء وطرف مصدر طرف إذا حرك عينه ومنه طرفة العين، ولذا فسره بتحريك الأجفان وضعمف تفسير لخفي، وقوله : كالمصبور هو المقتول صبراً وهو من يقتل في غير حرب فيقدم للقتل موثقا فهو ينظر لسيف من يضرب عنقه نظراً يسارقه، وهكذا نظر ما لا يجب، وهو من الصبر بمعنى
الحبس لحبسه واقفا للقتل. قوله :( إنّ الخاسرين ( أي الكامل خسرانهم فيفيد الحمل، وقوله : بالتعريض الخ بيان لخسران الأنفس والأهل، وقد مر فيه في الزمر وجه آخر، وقوله : أو لقال فيكون بمعنى المستقبل واليه أشار بقوله : أي يقولون الخ ولألبس فيه فتأمل، وقوله : إلى الهدي الخ وقيل : المراد ما له من حجة. قوله :( ومن صلة لمرد ( قد مر تحقيقه، وإنه مبنيئ على لغة ذكرها النحاة قال ابن مالك في التسهيل وقد يعامل الشبيه بالمضاف معاملته فيترك تنوينه هل هو معرب أم لا


الصفحة التالية
Icon