ج٧ص٦١
وهو غفلة فإن هودا وصالحاً لم يقع منصوباً في جميع النسخ مع أنه معطوف على سليمان قطعا فلا بد من توهم أنّ من صدق سليمان بمعنى قوم سليمان حتى يعطف عليه المجرور بعد حذف المضاف، وقال : بعض الفضلاء لما اعتبر الحذف ليفيد ما هو المقصود من كثرة الأجر اعتبر المعنى ليكون قرينة على خصوص المحذوف، تمت السورة بحمد الله ومنه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ا-له وصحبه أجمعين.
سورة القصص

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله :( مكية ) أي كلها وهو قول طاوس وعكرمة والقول الثاني قول مقاتل، وقيل : الآية المذكورة نزلت بين مكة والجحفة، وقال الداني في كتاب العدد حدثني محمد حدثنا عبد اللّه قال حدثني أبي قال : حدّثني عليّ بن الحسين عن أحمد بن موسى عن يحيى بن سلام قال :" بلغني أن النبئ ﷺ حين هاجر نزل عليه جبريل عليه الصلاة والسلام بالجحفة وهو متوجه من مكة إلى المدينة فقال : أتشتاق يا محمد إلى بلدك التي ولدت فيها قال : نعم قال :﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ الآية " وقوله وهي ثمان وثمانون آية أي بالاتفاق. قوله :( نقرؤه بقراءة جبريل ) قال الراغب : التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيه من أمر ونهي وترغيب وترهيب أو ما يتوهم فيه ذلك، وهو أخص من القراءة، اهـ فأشار المصنف رحمه الله إلى أن المراد الأوّل فليس تفسيرا بالأعمّ لكنه على الأوّل من الإسناد المجازي كبنى الأمير المدينة، وعلى الثاني هو مجاز لغوي إمّا مرسل باستعماله في لازم معناه أو سببه وهو التنزيل أو استعارة تبعية بتشبيه التنزيل بالقراءة لأنّ كلاً منهما طريق للتبليغ. قوله :( بعض نبئهما مفعول نتلو ) جعل الحرف مفعولاً لا يوافق القواعد النحوية فإمّا أن يكون هذا ميلاً مع المعنى كما مرّ أو يكون المراد أنّ مفعول يتلو محذوف وهو شيئا ولما كان لجار والمجرور صفة له قائمة مقامه سماه مفعولاً تسمحاً كما جعلو! الظرف حالاً، والحال في الحقيقة متعلقة فرجع إلى ما ذكره أبو البقاء وغيره وقد جوّز في من أن تكون بيانية وزائدة على رأي الأخفش والنبأ بمعنى الخبر العظيم مرادا به لفظه فيكون متلواً من غير تجوّز. قوله :( محقين ) بيان لحاصل المعنى أي ملتبسين بالحق فهو حال من فاعل نتلو ويجوز كونه حالاً من المفعول، والحق بمعنى الصدق أو صادقا. قوله :( لقوم يؤمنون ) قال في الكشاف : لمن سبق في علمنا أنه يؤمن لأنّ التلاوة إنما ينتفع بها هؤلاء دون غيرهم يعني أنّ اللام للتعليل، وخص
المؤمنون مع عمومه لأنهم المنتفعون به ويؤمنون للاستقبال الشامل لجميع الأزمنة الثلاثة كما يكون بالنظر لزمان الحكم والتكلم على ما حقق في الأصول يجوز أن يكون بالنظر إلى علم القائل أيضاً فيشمل من آمن حالاً وليس كقوله :﴿ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ [ سورة البقرة، الآية : ٢٠ ] كما قيل وفائدة الأخبار بقصص الأمم السابقة على لسان النبيّ الأميّ ﷺ الدعوة إلى تصديقه كما أشار إليه بعض المحققين فليس من عموم المشترك كما توهم، ولا حاجة إلى أن يقال المراد من يؤمن حالاً وغيره معلوم بدلالة النص كما مرّ. قوله :( فرقاً يشيعونه الخ ) أي يتبعونه لأنّ أصل معنى المشايعة المتابعة فيفرقهم بعدد أنواعهم وعلى الوجه الثاني بعددهم باعتبار أعمالهم وخدماتهم له فقوله استخدامه مصدر مضاف للفاعل، ومن لم يستخدمه منهم ضرب عليه الجزية كما في الكشاف، ولم يذكره المصشف فكأنه عدّ أداء الجزية خدمة له ولجنده، وقوله أو أحزاباً فيفرقهم بالعداوة. قوله :( وهم بنو إسرائيل ) فعدهم من أهلها تغليباً أو لأنهم كانوا به ويستضعف بمعنى يجعلهم ضعفاء مقهورين، وهو لحكاية الحال الماضية والاستئناف نحويّ أو بياني في جواب ماذا صنع بعد ذلك، وقوله : حال من فاعل ويجوز كونه من المفعول كما في الكشاف. قوله :( بدل منها ) بدل اشتمال أو تفسير أو حال من فاعل يستضعف أو صفة لطائفة، وقوله وكان ذلك أي الذبح والاستحياء، وقوله : وان كذب فواجهه، وما قيل في وجهه من احتمال أن يصدّقه، ولكنه يرى أنه يقع ذلك إن لم يقتله أو يكذبه في بت القول من غير تعليقه


الصفحة التالية
Icon