ج٨ص٢٣٠
الله تفويض للأمور إليه وهو تعظيم
وتوقير له فاستعير أحدهما للأخر فمعنى تسبحون تفولون : إن شاء اللّه وقوله، أو لأنه تنزيه الخ
لأن معنى التعليق أنه لا يقع شيء لا يريده، وهو في المعنى تنزيه فهو حقيقة. قوله :( وقرئ
يبدلنا بالتخفيف ( كذا في بعض النسخ، واعترض عليه بأنه مخالف لعادته فإنه يذكر الشواذ
بصيغة المجهول ويقدم المشهور، وليس كما قال : فإنك لو جمعت ما ذكر هذا القائل إنه
مخالف لعادته وجدته ضعفاً لغيره فلا ينبغي تكثير السواد بمثله. قوله :( راجون العفو الخ ا لما
أضاف الرغبة إلى الله من غير تعيين للمرغوب فيه شمل ما ذكر، وقوله : لانتهاء الرغبة وهو قريب من التضمين أيضا، وقوله :﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ أي من ذوي العلم والإدراك، وقوله :( لاحترزوا ) الخ بيان للجواب المقدّر هنا لأنه ليس قيداً لما قبله إذ لا مدخلية لعلمهم في كون العذاب أكبر. قوله :( في الآخرة الخ ا لما كان تعالى منزهاً عن المكان فسرت العندية في كل مكان بما يناسبها فهي هنا إمّا عبارة عن الآخرة لاختصاصها به تعالى إذ لا يتصرف فيها غيره أو المراد القرب من عرشه وملائكة قدسه. قوله :( ليس فيها إلا النعيم ) الحصر مأخوذ من اختصاص الإضافة والخاص توكيد للحصر أي ليس نعيمها كنعيم الدنيا مشوباً باكدار كما قيل :
خلقت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذار واكدار
قوله :( التفات فيه تعجب الخ ) أي من الغيبة إلى الخطاب لأنّ ضمير لكم للمجرمين، وقوله : إشعار الخ الإشعار من قوله : ما لكم لأنّ معناه أي شيء حصل لكم من خللى الفكر وفساد الرأي لا من المقام فقط كما قيل، وقوله : اختلال ذكر المراد به الفكر فهو بالضم، وفي اعوجاج الرأي استعارة ظاهرة. قوله تعالى :( ﴿ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ ﴾ الخ ) هو مقابل لما قبله نظراً لحاصل المعنى إذ محصله أفسد عقلكم حتى حكمتم بهذا أم جاءكم كتاب فيه تخييركم وتفويض الأمر إليكم فقوله : فيه متعلق بتدرسون والضمير للكتاب أو هو متعلق بما قبله والضمير للحكم والأمر وتدرسون مستأنف أو حال من الضمير، وقوله : لأنه المدروس يعني أنه مفعوله فهو واقع موقع المفرد فلولا اللام لزم فتح إنّ فلما دخلت علقته عن العمل وحينئذ لا بدّ من تضمين تدرسون معنى العلم ليجري فيه معنى العمل في الجمل والتعليق فتدبر. قوله :( ويجورّ أن يكون حكاية للمدووس الخ ) فيكون هذا بعينه لفظ الكتاب من غير تحويل من الفتح للكسر، ولم يبين الضمير فيه وهو على الأوّل للكتاب وأعيد للتأكيد وعلى هذا يعود لأمرهم أو للحكم فيكون محصل ما خط فيه أنّ الحكم والأمر مفوض لهم فسقط ما قيل إنّ الفرق بين هذا وما قبله عسير وأنّ فيه ما ينبو عنه، ولا حاجة لما تكلف من أنه كقول المؤلف ترغيبا في كتابه
إنّ في هذا الكتاب كذا وكذا وكذا إرجاع ضمير فيه ليوم القيامة بقرينة المقام أو للمكان المدلول عليه بقوله : عند ربهم فإنه كله تعسف بارد وإذا كان استئنافا فالضمير للحكم أيضاً، ويجوز الوقف على تدرسون، وقوله : أخذ خيره هو معناه بحسب الاشتقاق ثم عم لأخذ ما يريده مطلقاً. قوله :( عهود مؤكدة الخ ) فأريد بالإيمان المعهود وهو من إطلاق الجزء على الكل أو اللازم على الملزوم كما أشار إليه المصنف رحمه الله وقوله : متناهية هو معناه المراد منه وأصله بالغة أقصى ما يمكن فحذف منه اختصار أو شاع في هذا المعنى، وقوله : أحد الظرفين أي لكم أو علينا فهو حال من الضمير المستتر لا من إيمان لتخصيصها بالوصف لأنه بعيد. قوله :( لا نخرج عن عهدتها الخ ( بيان للغاية، وقوله : تبلغ ذلك اليوم أي هي يمين مؤكدة لا تنحل إلى يوم القيامة وليس تأجيلا للمقسم عليه كما في الوجه السابق فإنه كقولك له عليّ يوم إلى رمضان كذا فرق بينهما، وقوله : جواب القسم الخ فيه مخالفة ما لكون الإيمان بمعنى العهود ويدفع بأنّ العهد كاليمين من غير فرق فيجاب بما يجاب به القسم فتأمّل. قوله :( قائم يدعيه ويصححه ( تفسير للزعيم لأنّ معناه الكفيل أو رئيس القوم الذي يتكلم في أمورهم وهو العريف فلما أريد هنا الثاني جرد للدعوى وتصحيحها وصار معناه ما ذكر من المصحح للدعوى. قوله :( إذ لا أقل من التقليدا لمن شاركهم في قول مثل ما قالوه، وهو معنى قوله : أم لهم شركاء، وقوله : يتشبثوا به وفي نسخة لدعواهم أي يتعلقوا به في إثبات مدعاهم، وقوله : من عقل أي يدل عليه الدليل العقلي كما نبه عليه بقوله :﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [ سورة القلم، الآية : ٣٦ ] وقوله : أو نقل وهو قوله : أم لكم