ج٨ص٢٤١
عن واو كخاف، وحكى أبو عليّ أنه سمع من العرب من يقول : يتساولان وبه صرّح ابن عادل وأهل اللغة، وأمّ قول بلال بن جرير :
إذاضفتهم أوسوايلتهم وجدت لهم علة حاضرة
فهو جمع بين اللغتين ووزنه فعايلتهم. قوله :) سالت الخ ) البيت من شعر لحسان يهجو
به هذيلا لما سألوا النبيّ ﷺ أن يبيح لهم الزنا، ومعناه ظاهر وقيل : سالت في البيت معناه طلبت سولاً منه وليس من السؤال في شيء، وقوله : قرئ سال سيل كباع بيع وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنه، وهو من السيل المعروف في الماء وأصله مصدر كالسيلان بمعنى الجريان، وقوله : سال واد يعني السيل بمعنى السائل وهو الماء الجاري فالظاهر أنه تسمح في التعبير عنه بالوادي، وأراد ما فيه كما يقال : جرى النهر وفي الكشاف وشروحه هنا كلام لا حاجة لنا به. قوله :( ومضتي الفعل الخ ) هو على الأوّل حقيقة والتجوّز في قوله : واقع وعلى الأخير مجاز لا! العذاب لم يحل بهم، وقوله : قتل بدر وقد قتل فيها النضر وأبو جهل والسورة مكية وهو وقع بعد ذلك فيكون مجازاً من الأخبار بالغيب. قوله :( أو صلة لواقع ( واللام للتعليل أو بمعنى على وقد قرأ به أبيّ في الشواذ، وقوله : وإن صح أن السؤال في قوله : سأل سائل المراد به السؤال عمن يحل به العذاب المتوعد به كما روي عن قتادة والحسن لأنّ أهل مكة قالوا : لما خوّفهم النبيّ بعذاب الله اسألوا محمدا عنه فسألوه فنزلت كما في تفسير البغوي فيكون قوله : للكافرين جوابا لذلك السؤال، والمعنى أنهم سألوا عن العذاب الواقع على من يقع، ولمن هو فأجيبوا بما ذكره فتقديره هو للكافرين فقوله : ليس له دافع جمله مؤكدة لقوله : هو للكافرين لا محل لها حينئذ، ولك أن تقول لها محل لأنها تأكيد معنوقي إلا أنهم لم يذكروه في الجمل. قوله :( والباء على هذا لتضمن سأل معنى اهتم ) وقيل : إنّ الباء
بمعنى عن كما في قوله : فاسأل به خبيراً وعليه صاحب القاموس وذكره في المغني، ولم يرتض به المصنف رحمه الله كبعض النحاة وجعلوا الباء فيه تجريدية أو سببية أو التجوّز والتصرّف في الفعل لأنه أقوى من الحرف فيجعل مجازا أو مضمنا معنى الاهتمام والاعتناء، وقوله : من جهتة فمن ابتدائية متعلقة بدافع لقربه لا بواقع وما بينهما اعتراضى لبعده لفظا ومعنى وقوله : يصعد فيها الكلم ليس المراد به السموات، ولا طرقها لأنه وجه آخر سيأتي بل المراد مقامات معنوية تكون فيها الأعمال والأذكار كما أنه فيما بعده مراتب في السلوك معنوية أو في منازل الآخرة، وقوله : مراتب الملائكة معطوف على قوله : الدرجات، وكذا السموات وضمير فيها للسموات. قوله :( استئناف الخ ) وضمير إليه لله أو للمكان المنتهى إليه الدال عليه السياق، وقوله : على التمثيل والتخييل على الوجو. كلها لأنّ المراد أنه في غاية البعد والارتفاع المعنوي كما في بعض الوجوه كمراتب السالكين أو الحسي لكنه ليس المراد به التحديد كما أشار إليه بقوله والمعنى، وقيل : إنه إنما يظهر إذا فسرت المعارح بغير السموات فتأمّل. قوله :( وقيل معناه تعرج الخ ) فالضمير راجع لله بتقدير مضاف فيه وهو عرس، وقوله : يقطعون فيه أي في ذلك اليوم ضمير فيها للمدة وهي خمسون ألف سنة، وقوله : لو فرض أي قطع الإنسان لها وسيره فيها إلا أنه يسير الملائكة فإنه ما سيذكره وهو خمسة آلاف سنة، وقوله : لا أن بلا النافية وأنّ المشدّدة ووقع في نسخة لأنّ وهو من غلط الناسخ فتدبر، وقوله : إلى محدب السماء فخمسمائة منها مسافة ما بين المقعر والمحدب وتقدم في السجدة إنه مسافة الذهاب والإياب في قول مع وجوه أخر مرّت مع ما فيها. قوله :( وقيل في يوم الخ ) وقد كان متعلقا بيعرج فيما تقدم، وقوله : إذا جعل من السيلان فإنه يدل على وصول العذاب لهم في ذلك اليوم بخلاف ما إذا كان من السؤال فإنه لا يتعلق به لأنّ السؤال لم يقع فيه. قوله :( والمراد به يوم القيامة ( يعني على هذا التفسير وقد صححه القرطبي وقال : إنه ورد في الحديث وهو أقرب الوجوه،
وقوله : واستطالته الخ يعني ليس المراد بالعدد المذكور حقيقته بل مجرّد الاستطالة على هذا الوجه وهكذا كل زمان شدة كما قيل :
تمتع بأيام السرور فإنها قصار وأيام الغموم طوال
قوله :( أو لكثرة ما فيه ) بحيث لو وقع من غير أسرع الحاسبين وفي الدنيا طال إلى هذه المدة فهو مجاز عما