ج٨ص٢٨٨
أهل الحديث وكذا ما بعده والأسير المؤمن هو المملوك وسمي أسيراً باعتبار ما كان وتسمية المسجون أسيراً مجاز لمنعه عن الخروج، وقوله : وفي الحديث :" غريمك أسيرك " فيه تشبيه بليغ أي كأسيرك، وهذا كقول عليّ كرم الله وجهه أحسن إلى من شئت تكن أمنره. قوله :( على إرادة القول ) بتقدير قائلين، وهذا إما قول باللسان لدفع الامتنان وتوهم توقع المكافأة أو بلسان الحال لما يظهر عليهم من أمارات الإخلاص، وقوله : إنها تبعث بالصدقة أي كانت تبعث بها،
وقوله : شكرا إشارة إلى أنه مصدر كالدخول، وقوله : فلذلك نحسن الخ إشارة إلى أنه تعليل لما قبله من قوله : إنما نطعمكم لوجه اللّه لا نريد منكم جزاء، وقوله : عذاب يوم بتقدير المضاف أو لأنّ خوفه كناية عن خوف ما فيه. قوله :( تعبس فيه الوجوه ) فوصفه بالعبوس مجاز في الإسناد كقوله : نهار. صائم أو فيه استعارة بالكناية على تشبيه اليوم بأسد مفترس، واثبات العبوس له تخييل وأخر. لأنّ العبوس ليس من لوازم الأسد ففي جعله تخييلية ضعف مّا لكنه لشهرة، وصفه به صح في الجملة وقيل إنه تشبيه بليغ، والضراوة بوزن الطراوة بالضاد المعجمة الاعتياد للصيد والافتراس وفي نسخة ضرره وهذه أصح. قوله :( كالذي يجمع ما بين عينيه ) لأنه من قمطة إذا شده، وجمع أطرافه وقوله : وجمعت قطريها أى جانبيها لتضع حملها وقوله : والميم مزيدة فاشتقاقه من قطر بالاشتقاق الكبير وقوله : بدل عبوس الفجار المعلوم من قوله : وجوه يومئذ باسرة، وهو لشهرته فيه غنى عن ذكر مأخذه أو هو مص ت قوله : يوما عبوسا بناء على أرجح الوجهين فيه كما مرّ، وقوله : وايثار الأموال فيه مضاف مقدر أي إيثار بذل الأموال على اقتنائها، ولو قال : إيتاء الأموال كان أظهر والقياس دال على ما ذكرناه. قوله :( وعن ابن عباس رضي الله عنهما الخ ( هو حديث موضوع مفتعل كما ذكره الترمذقي، وابن الجوزي وآثار الوضع ظاهرة عليه لفظا ومعنى فليت المصنف يترك إيراد مثله مع أنه يقتضي كون السورة مدنية لأنّ تزوّج علي بفاطمة رضي اللّه عنهما كان بالمدينة والسورة عند المصنف مكية، وقوله : فضة بلفظ أخت الذهب اسم جارية له، وأصوع جمع صاع وهو معروف وهو يؤنث، ولذا قال
ثلاث أصوع وقوله : هنأك الله دعاء له بجعلهم قرّة لعينه لما لهم من الزهد. قوله :( حال من هم ) وخص الجزاء بهذه الحالة لأنها أتم حالات المتنعم ولا يضر الحالية فوله : بما صبروا لأن الصبر في الدنيا وما تسبب عليه في الآخرة، ولو كان حالاً من ضمير صبروا ورد ذلك عليه إلا أن يجعل حالاً مقدرة، وقوله : أو صفة لجنة هذا على مذهب مرجوج عند النحاة فإن الصفة إذا جرت على غير من هي له يجب إبراز الضمير البارز فيها سواء ألبس إضماره أم لا فمقتضاه أن يقال هنا متكئين هم فيها، وهل الضمير البارز في مثله فاعل أو مؤكد للفاعل المستتر وارتضى الثاني الرضى، وتفصحيله في شرح التسهيل. قوله :( يحتملهما ) أي الحالية من ضمير جزاهم، وكونه صفة جنة، وقوله : والمعنى الخ لأنها إذا لم يكن بها شمس لم يكن فيها هواء حار فقصد بنفي الشمس نفيها، ونفي لازمها معاً لقوله : ولا زمهريراً فتحسن المقابلة فكأنه قيل : الا حر، ولا قر ) كما ورد في وصف هواء الجنة في الحديث وقوله : محم اسم فاعل من أحماه صيره شديد الحرارة والمراد مسخن لما لاقاه، وقوله : وقيل الخ لتظهر المقابلة والمعنى ما سيأتي. قوله :( وليلة ظلامها البيت ا ليلة مجرورة على تقدير رب وجملة ظلامها الخ صفتها واعتكر إشتدت ظلمته وتراكم بعضه على بعض، وقوله : ما زهر بمعنى أضاء وأشرق وهذا هو القرينة على أنّ الزمهرير في البيت القمر وقطعتها أي بالسير وجملة والزمهرير حالية. قوله :( حال الخ ( هذا على قراءة النصب فهي حال أي معطوفة على محل الجملة الحالية، وهي لا يرون أو على متكئين الحال أو صفة معطوفة على الصفة السابقة بالوجهين، وقوله : أو عطف على جنة أي بتقدير موصوف وهو جنة وقوله : على أنها خبر ظلالها لا على أنهار رافعة له على الفاعلية حتى يستدلّ به على أعمال اسم الفاعل، من غير اعتماد كما ذهب إليه الأخفش مع أنه يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ مقدّر فيعتمد إذ لا يتعين كونه مبتدأ فيستغني بفاعله عن الخبر، وقوله : والجملة حال قالوا وامّا عاطفة أو حالية، وإذا كان صفة فالجملة أيضاً معطوفة على الصفة أو
صفة والواو للإلصاق على مذهب الزمخشري. قوله :( معطوف على ما قبله الخ ) على الرفع وجعلت فعلية للإشارة إلى أن التظليل أمر دائم لا يزول لأنها