ج٨ص٣٧٥
أي ثواب اللّه، وقوله : عن النبيّ يكه الخ هو حديث موضوع تمت السورة بحمد الملك العلام، والصلاة والسلام على خاتم الرسل وآله وصحبه الكرام.
سورة التين
ويقال : سورة والتين بالواو ولا خلاف في عدد آياتها، والخلاف في كونها مكية أو مدنية
وأيد الأوّل بقوله :﴿ هَذَا الْبَلَدِ ﴾.
بسم الله الرحمئ الرحيم
قوله :( خصهما من الثمار الخ ) أي من بين الثمار فمن تبعيضية، وقوله : وغذا الغداء ما
به نماء الجسد والدواء ما به العلاج لإزالة الأمراض ونحوها، وقوله : يلين الخ بيان لدوائيته، وقوله : ويزيل رمل المثانة بفتح الراء المهملة وسكون الميم وأراد بالمثانة مقرّ البول ورملها مرض يستولي عليها بتحجر البول بأجزاء دقيقة كالرمل يعسر معها البول، ويتأذى به فإن زاد صار حصاة وهو مرض معروف بالحجاز دمانما بيناه لأنّ بعضهم ظنه بفتح الميم وفسره باضطراب المثانة وهو خطأ. قوله :( لا فضل لها ) صفة بعد صفة وفي نسخة لا فضل له فيكون خبراً بعد خبر لكنه لم يعطف وفيه شيء، والنقرس بالكسر مرض وكون الزيتون فاكهة محل نظر وهذا كله على أنّ المراد بالتين والزيتون ثمرها، وهو يطلق على الثمر والشجر كما في الكشاف، وعليه قوله : مع أنه ينبت بحسب الظاهر، وقوله : حيث لا دهنية فيه في عبارته قلاقة ظاهرة لأن مراده أنه ينبت في أماكن يابسة لا تناسب الدهنية وفيه نظر، وقوله : بالسريانية هي لغة قديمة وطور سينا وما بعده تركيب مزجيئ، وقوله : لأنهما الخ إشارة إلى أنه على تقدير مضاف أو تجوّز. قوله :( أو مسجدا الخ ا لعل إطلاقه عليهما لأنّ فيهما شجراً من جنسهما كما قيل :
يس تتلى وسط محرابه والتين والزيتون في صحنه وقوله : أو البلدان يعني دمشق، وبيت المقدس فالتعريف عهدي وهذا قول كعب وهو
مجاز من تسمية المحل باسم الحال فيه، وما نقل عن شهر بن حوشب من تفسير البلدين بالكوفة والشام لا أصل له لأنّ الكوفة بلدة إسلامية اختطها سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه في خلافة عمر رضي اللّه عنه فكيف يفسر بها القرآن اللهم إلا أن يريد جبالاً بأرضها لأنّ الجودي قريب منها، وقد قيل : إنه مراده فتأمّل. قوله :( اسمان للموضع الذي هو فيه ) وفي نسخة الذي فيه بدون ضمير هو الراجع للجبل فقيل : تقديره الذي حصل فيه على أن يكون ضمير الجبل مستتراً في الظرف، وضمير فيه للموضع وقال أبو حيان : لم يختلف في أنّ طور سينا جبل في الشام وهو الذي كلم الله موسى عليه الصلاة والسلام عليه ومعنى سينين ذو الشجر، وقال عكرمة حسن مبارك اهـ وقيل : المراد الموضع المخصوص الذي في الجبل وهو الموضع الذي ناجى فيه موسى عليه الصلاة والسلام ربه لا الفضاء الذي فيه الجبل كما في المعنى السابق، وهو تكلف لا حاجة إليه وفيه نظر والمشهور خلاف ما قاله أبو حيان فإن المعروف اليوم بطور سينا ما هو بقرب التيه بين مصر والعقبة، وطور زيتا في البيت المقدس فليحرّر. قوله تعالى :( ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ ) مما مرّ قبله لما ذكر فيه الفاكهة، والبقعة صار في قوّة أن يقال والأرض المباركة الجامعة لبركة الدين والدنيا لذكر الثمار ومحل المناجاة فحسن عطف البلد عليه، أو العطف على مجموعها كما أشار إليه في الكشف، وقوله : أي الآمن يعني أنه فعيل بمعنى فاعل من قولهم أمن بضم الميم أمانة فهو أمين وأمّان، وأنما فسره بالأمن لأنه أظهر وإن لم يسمع له اسم فاعل، وأنما يقال للشخص : أمين وأمّان ككريم وكرّام ولا يصح تفسيره بالنسب كلابن لأنه لا يصح مقابلته لما هو بمعنى المفعول وهو على هذا استعارة مصرحة، أو مكنية بتشبيه عدم الضرر لما فيه بحفظه بالوضع عند الرجل الأمين. قوله :( أو المأمون فيه ) يعني أنّ فعيلاً من أمنه المتعذي بمعنى مفعول، وأمنه بمعنى لم يخفه ويحذر غوائله ولما كان المأمون الناس لا المكان أشار إلى أنه أسند إليه مجازاً وأنّ المراد أنه مأمون فيه لأنه على الحذف والإيصال