تفسير التستري، ص : ١٢٢
ثم قال : إن القلب رقيق يؤثر فيه كل شيء، فاحذروا عليه واتقوا اللّه به. فسئل : متى يتخلص القلب من الفساد؟ قال : لا يتخلص إلا بمفارقة الظن والحيل، وكأن الحيل عند ربك كالكبائر عندنا، وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم :«الكبيرة ما يشرح في صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك المفتون وأفتوك. ثم قال : إن اضطرب القلب فهو حجة عليك» «١».
[سورة الروم (٣٠) : آية ٥٠]
فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠)
قوله : فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [٥٠] قال : ظاهرها المطر، وباطنها حياة القلوب بالذكر، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
________
(١) في مسند أحمد ٤/ ١٩٤ ونوادر الأصول ١/ ٢٣٩ والترغيب والترهيب ٢/ ٣٥١ وجامع العلوم والحكم ص ٢٥١ :(البر : ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم : ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون) وفي جامع العلوم رواية أخرى :(البر : ما انشرح له الصدر، والإثم ما حاك في صدرك، وإن أفتاك عنه الناس).