تفسير التستري، ص : ١٨٥
السورة التي يذكر فيها النبأ
[سورة النبإ (٧٨) : آية ١١]
وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١)
قوله تعالى : وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً [١١] أي أنوار القلوب وتنويرها بذكرنا معاشا لنفس الروح والعقل، مثل عيش الملائكة، فأما العيش الآخر فهو طريق العوام. ثم قال : ليس من أخلاق المؤمن التذلل عند الفاقة، وقبيح بالفقراء يلبسون الخلقان وهموم الأرزاق في قلوبهم، وإنما أصل هذه الأمور ثلاث : السكون إلى اللّه جل وعز، والهرب من الخلق، وقلة الأذى. ولقد كان عامر بن عبد قيس يقول إذا أصبح : اللهم إن الناس قد انتشروا لحوائجهم، وإن حاجتي أن تغفر لي «١».
[سورة النبإ (٧٨) : آية ٢٦]
جَزاءً وِفاقاً (٢٦)
قوله عزّ وجلّ : جَزاءً وِفاقاً [٢٦] قال : وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظيمان، فلا عذاب أعظم من الشرك.
[سورة النبإ (٧٨) : الآيات ٣٣ الى ٣٤]
وَكَواعِبَ أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤)
قوله تعالى : وَكَواعِبَ أَتْراباً [٣٣] قال : يعني الجواري القينات أترابا مستويات على ميلاد واحد.
قوله تعالى : وَكَأْساً دِهاقاً [٣٤] أي مملوءة متتابعة. ولقي حكيما حكيم بالموصل فقال : تشتاق إلى الحور العين؟ فقال : ألا أشتاق إليهن، فإن نور وجوههن من نور اللّه تعالى عزّ وجلّ، فغشي عليه، فحمل إلى منزله، فكان الناس يعودونه شهرا. وقد قال ابن عباس رضي اللّه عنهما : لو أن جارية منهن بصقت في سبعة أبحر، لكانت الأبحر أحلى من العسل «٢».
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
________
(١) كتاب الزهد لابن أبي عاصم ص ٢٢٥.
(٢) الترغيب والترهيب ٤/ ٢٩٩ (رقم ٥٧١٧).


الصفحة التالية
Icon