تفسير التستري، ص : ١٩١
السورة التي يذكر فيها البروج
[سورة البروج (٨٥) : آية ٣]
وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣)
قوله تعالى : وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [٣] قال : قيل الشاهد الملك، كما قال : سائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق : ٢١]، والمشهود يوم القيامة، وذلك يوم القيامة، فقال ابن عباس رضي اللّه عنهما : الشاهد محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والمشهود القرآن. وقيل : المشهود الإنسان. وقال سهل : الشاهد نفس الروح، والمشهود نفس الطبع، لأن نفس الطبع مع فهم العقل وفطنة القلب على كل واحد منهما شاهد، واللّه على الكل شهيد.
[سورة البروج (٨٥) : آية ١٤]
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤)
قوله عزّ وجلّ : وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ [١٤] يعني الغفور للمذنبين، الودود للمغفرة، المتودد المتحبب إلى عباده، بما أولاهم من سابغ نعمه، وجميل آلائه وإحسانه.
[سورة البروج (٨٥) : آية ٢٢]
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)
قوله تعالى : فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [٢٢] قال : المحفوظ صدر المؤمن، محفوظ عليه أن يناله غير أهله، لأن أهل القرآن هم أهل اللّه وخاصته، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها الطارق
[سورة الطارق (٨٦) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَ السَّماءِ وَالطَّارِقِ (١)
قوله تعالى : وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ [١] قال : السماء في اللغة السمو والعلو، فباطنها روح محمد صلّى اللّه عليه وسلّم قائم عند رب العزة والطارق.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ٣ الى ٤]
النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤)
النَّجْمُ الثَّاقِبُ [٣] وهو قلبه، يعني مشرق بتوحيد اللّه وتنزيهه ومداومة الأذكار ومشاهدة الجبار. وقال مرة أخرى : الثاقب قلب المؤمن، يعني مشرق مطهر عن كل شك وريب جرت عليه من وساوس العدو ونفس الطبع.
قوله تعالى : إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ [٤] أي على نفس الطبع حافظ من عصمة اللّه.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ٩ الى ١٢]
يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢)
قوله تعالى : يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ [٩- ١٠] قال : أي يكشف عن النيات التي بها تعبدهم اللّه فيما فرض عليهم ونهاهم عنه، فإن أعمال العباد يوم القيامة موقوفة على مقاصدهم. ولقد كان الربيع يقول : السرائر التي تخفى على الناس، وهي للّه بواد، التمسوا دواءهن. ثم يقول : وما دواؤهن؟ هو أن يتوب ثم لا يعود «١». ثم قال سهل : آلة الفقير ثلاثة أشياء : أداء فرضه وصيانة فقره وحفظ سره.
قوله تعالى : وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ [١١] قال : ظاهرها ذات الرجع بالمطر بعد المطر.
وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [١٢] بالنبات، وباطنها القلب يرجع بالندم بعد الذنب، وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [١٢] الأرض تنصدع من الموافقات بالأفعال والأقوال.
[سورة الطارق (٨٦) : آية ١٦]
وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦)
قوله تعالى : وَأَكِيدُ كَيْداً [١٦] قال : كيده بهم في الدنيا الاستدراج والاغترار، وبالآخرة الحسرة عند نظرهم إلى إكرام الموحدين وإعزازهم، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
________
(١) شعب الإيمان ٥/ ٤٥٩ (رقم ٧٢٨٢) وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٥٩.


الصفحة التالية
Icon