تفسير التستري، ص : ٢٠٣
السورة التي يذكر فيها العاديات
[سورة العاديات (١٠٠) : الآيات ٦ الى ٨]
إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨)
قوله تعالى : إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ [٦] قال : الكنود الكفور، وهو الذي خالف العهد وجانب الصدق وألف الهوى، فحينئذ يؤيسه اللّه من كل بر وتقوى.
وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ [٧] يعني اللّه شهيد على أفعاله وأحواله وأسراره.
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [٨] قال : الخير المراد هاهنا ثلاث : حب النفس وحب الدنيا وحب الهوى، فسماها خيرا لتعارف أهلها، وإنما الخير ثلاث : الاستغناء عن الخلق والافتقار إلى اللّه عزّ وجلّ وأداء الأمر. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها القارعة
[سورة القارعة (١٠١) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤)
قوله تعالى : الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ [١- ٢] قال : يقرع اللّه أعداءه بالعذاب.
وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ [٣] تعظيم لها ولشدتها وكل شيء في القرآن، وما أدراك فإنه لم يخبر به، كما قال : وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً [الأحزاب : ٦٣] ولم يخبره بها إلا قوله تعالى : وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ [٣] ثم أخبره عنها.
قوله تعالى : يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ [٤] يعني يجول بعضهم في بعض من هيبة اللّه عزّ وجلّ. وقيل : القرع ثلاث، القرع للأبدان بسهام الموت، وقرع الأعمال بسؤال اللّه إياهم، وقرع القلوب بخوف القطيعة.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها التكاثر
[سورة التكاثر (١٠٢) : آية ٣]
كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣)
قوله تعالى : كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [٣] قال سهل : سيعلم من أعرض عني أنه لا يجد مثلي، وأنشد :[من الوافر]
ستذكرني إذا جرّبت غيري وتعلم أنني كنت لك كنزا
[سورة التكاثر (١٠٢) : آية ٥]
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥)
قوله تعالى : كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ [٥] قال : اليقين النار، والإقرار باللسان فتيلة، والعمل زيته، وابتداء اليقين بالمكاشفة، ثم المعاينة، والمشاهدة.
[سورة التكاثر (١٠٢) : الآيات ٧ الى ٨]
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)
قوله تعالى : لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ [٧] قال : عين اليقين ليس هو من اليقين، لكنه نفس الشيء وكليته. ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [٨] قال : لا تأتي على الخلق من الجن والإنس ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وللّه عليهم فيها حق واجب، عرفه من عرفه، وجهله من جهله فيتثبت أحوالهم يوم القيامة، ثم قرأ : لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [٨].
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon