تفسير التستري، ص : ٥٢
فيه، لأنه أراد منه ما علم ولم يرد منه ما أمره به، وآدم عليه السلام لما لم يكن بالترك مخذولا أقر بالذنب بعد إتيانه ورجع إلى ربه جل وعز، فقبل توبته،
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٧٣]
الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣)
فقوله تعالى : وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [١٧٣] أي نعم الكفيل بأرزاقنا ونعم الرب. كقوله تعالى : أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا [الإسراء : ٢] أي : ربا.
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٨٧]
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (١٨٧)
قوله : فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ [١٨٧] أي : لم يعملوا بالكتاب وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا [١٨٧] يعني اشتروا بالآخرة الباقية عرض الدنيا الفانية.
[سورة آل عمران (٣) : آية ١٩١]
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٩١)
قوله تعالى : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [١٩١] قال : من أراد حفظ القرآن فليختم بثلاث ختمات على شرط الآية، ختمة قائما يصلي، وختمة قاعدا يدرس، وختمة مضجعا على جنبيه، فإنه لا ينسى إن شاء اللّه عزّ وجلّ. ومن اشتغل بطلب العلم بالتقوى وقراءة القرآن وذكر اللّه عزّ وجلّ واتباع السنة واجتناب اللهو لم تصبه الأمراض والأسقام.
ومن أطاع اللّه بالعلم وصدق النية لم يفقد عقله. وقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم :«من أطاع اللّه عزّ وجلّ فقد ذكره ومن عصاه فقد نسيه» «١».
[سورة آل عمران (٣) : آية ٢٠٠]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٢٠٠)
قوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [٢٠٠] قال : الإيمان أربعة أركان : الأول التوكل على اللّه، والثاني الاستسلام لأمره، والثالث الرضا بقضائه، والرابع الشكر لنعمائه والتقوى.

باب الإيمان


اليقين قلب الإيمان، والصبر عماد الإيمان، والإخلاص كمال الإيمان، لأن العبد بالإخلاص ينال التصديق، وبالتصديق ينال التحقيق، وبالتحقيق يصل إلى الحق. والإخلاص ثمرة اليقين، لأن اليقين مشاهدة السر، فمن لم تكن له مشاهدة السر مع مولاه لم يخلص عمله للّه، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
________
(١) في مجمع الزوائد ٢/ ٢٥٨ والمعجم الكبير ٢٢/ ١٥٤ :(من أطاع اللّه فقد ذكره) وفي الزهد لابن المبارك ١/ ١٧ :(من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن، ومن عصى اللّه فقد نسي اللّه وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن).


الصفحة التالية
Icon