تفسير التستري، ص : ٩٢
كنا عند فلان أخبرنا أن السكر أربعة. فقال : اعرضها علي. فقال : سكر الشراب وسكر الشباب وسكر المال وسكر السلطنة. فقال : وسكرتان لم يخبرك بهما. فقال : ما هما؟ فقال : سكر العالم إذا أحب الدنيا وسكر العابد إذا أحب أن يشار إليه.
[سورة النحل (١٦) : آية ٧٢]
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (٧٢)
قوله تعالى : وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً [٧٢] قال : روي عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أنه قال : الحفدة الأختان. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال : البنون الصغار الصغار، والحفدة الذين يعينون الوالد على عمله. وعن الضحاك «١» قال : الحفدة الخدمة للّه إيجابا بغير سؤال منهم غيره.
[سورة النحل (١٦) : آية ٨٨]
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)
قوله : زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [٨٨] قال : حكى جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه أنه سأل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الزيادة ما هي، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«الزيادة خمسة أنهار تخرج من تحت العرش على رؤوس أهل النار الجاحدين باللّه ورسوله، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار تجري نارا أبدا ما داموا فيها» «٢».
[سورة النحل (١٦) : آية ٩٠]
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)
قوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [٩٠] قال : العدل قول لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه، والاقتداء بسنة نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم، وَالْإِحْسانِ [٩٠] أن يحسن بعضكم إلى بعض، وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى [٩٠] أي من رزقه اللّه فضلا فليعط من استرعاه اللّه أمره من أقاربه، والْفَحْشاءِ [٩٠] الكذب والغيبة والبهتان، وما كان من الأقوال، وَالْمُنْكَرِ [٩٠] ارتكاب المعاصي، وما كان من الأفعال، يَعِظُكُمْ [٩٠] يؤدبكم بألطف أدب، وينبهكم بأحسن الانتباه، لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [٩٠] أي تتعظون وتنتهون. قال سهل : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا «٣».
[سورة النحل (١٦) : آية ٩٧]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)
قوله تعالى : مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً [٩٧] قال : الحياة هي أن ينزع من العبد تدبيره، ويرد إلى تدبير الحق فيه «٤».
________
(١) الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني (...- ١٠٥ ه) : مفسر، كان يؤدب الأطفال، ويقال : كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. (الأعلام ٣/ ٢١٥).
(٢) لم أجد الحديث في مصادر الحديث، وفي تفسير ابن كثير ٢/ ٦٠٣ عن ابن عباس قال :(هي خمسة أنهار تحت العرش يعذبون ببعضها في الليل، وببعضها في النهار).
(٣) في كتاب الزهد الكبير ٢/ ٢٠٧ أنه قال :(الناس نيام فإذا انتبهوا ندموا، وإذا ندموا لم تنفعهم ندامتهم)، وفي كشف الخفاء ٢/ ٤١٤، ٥٢٥ أنه من قول علي بن أبي طالب، ثم قال في ٢/ ٤١٤ :(عزاه الشعراني في الطبقات إلى سهل التستري وفي فيض القدير ٥/ ٥٦ أنه حديث نبوي، وفي الحلية ٧/ ٥٢ أنه لسفيان الثوري.
(٤) تفسير القرطبي ١٠/ ١٧٤.


الصفحة التالية
Icon