سورة المائدة
مدنية [إلا آية ٣ فنزلت بعرفات في حجة الوداع ] وهي مائة وعشرون آية [نزلت بعد الفتح ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المائدة (٥) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (١)يقال وفى بالعهد وأوفى به «١» ومنه : والموفون بعهدهم. والعقد : العهد الموثق، شبه بعقد الحبل ونحوه، قال الحطيئة :
قَوْمٌ إذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجَارِهِمِ شَدُّوا الْعِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الْكَرَبَا «٢»
وهي عقود اللَّه التي عقدها على عباده وألزمها إياهم من مواجب التكليف. وقيل : هي ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويتماسحون من المبايعات ونحوها. والظاهر
__
(١). قال المصنف :«يقال وفي بالعهد وأوفى به ومنه الموفون بعهدهم» قال أحمد : ورد في الكتاب العزيز (وَفَّى) بالتضعيف في قوله تعالى :(وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) وورود أو في كثير. ومنه (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وأما (وفى) ثلاثيا فلم يرد إلا في قوله تعالى :(وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) لأنه بنى أفعل التفضيل من وفي، إذ لا يبنى إلا من ثلاثي
(٢) قوم إذا عقدوا عقداً لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا
للحطيئة. والعناج - ككتاب - : حبل يشد في أسفل الدلو، ثم في العراقي جمع عرقوة، وهي الخشبة التي في فم الدلو. والكرب - كسبب - : حبل يشد على طرف العرقوة والعناج ليربطهما. وهذا استعارة تمثيلية شبه حالهم في توثيقهم العهد بوجوه متعددة بحال من يوثق الدلو بحبال متعددة. أو شبه حال عهدهم في وثاقته الزائدة بحال الدلو الموثقة «و أنف الناقة» لقب جعفر بن قريع، ذبح والده ناقة لنسائه فأرسلته أمه ليأخذ نصيبها فلم يجد إلا الرأس، فقال والده : عليك به، فجعل يجره من الأنف فلقب بذلك، فكانت قبيلته تأنف من ذلك اللقب، فاستعار الشاعر الأنف : للخيار العالين المقدار على طريق التصريح. أو شبه القوم به تشبيها بليغاً، وشبه غيرهم بالذنب في الخسة والضعة. والاستفهام إنكارى، أى لا أحد يسوى بين الأنف والذنب في الدفعة، فصار هذا اللقب مدحا من حينئذ.
وفيه تورية في غاية الحسن.
(١). قال المصنف :«يقال وفي بالعهد وأوفى به ومنه الموفون بعهدهم» قال أحمد : ورد في الكتاب العزيز (وَفَّى) بالتضعيف في قوله تعالى :(وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) وورود أو في كثير. ومنه (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وأما (وفى) ثلاثيا فلم يرد إلا في قوله تعالى :(وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) لأنه بنى أفعل التفضيل من وفي، إذ لا يبنى إلا من ثلاثي
(٢) قوم إذا عقدوا عقداً لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا
للحطيئة. والعناج - ككتاب - : حبل يشد في أسفل الدلو، ثم في العراقي جمع عرقوة، وهي الخشبة التي في فم الدلو. والكرب - كسبب - : حبل يشد على طرف العرقوة والعناج ليربطهما. وهذا استعارة تمثيلية شبه حالهم في توثيقهم العهد بوجوه متعددة بحال من يوثق الدلو بحبال متعددة. أو شبه حال عهدهم في وثاقته الزائدة بحال الدلو الموثقة «و أنف الناقة» لقب جعفر بن قريع، ذبح والده ناقة لنسائه فأرسلته أمه ليأخذ نصيبها فلم يجد إلا الرأس، فقال والده : عليك به، فجعل يجره من الأنف فلقب بذلك، فكانت قبيلته تأنف من ذلك اللقب، فاستعار الشاعر الأنف : للخيار العالين المقدار على طريق التصريح. أو شبه القوم به تشبيها بليغاً، وشبه غيرهم بالذنب في الخسة والضعة. والاستفهام إنكارى، أى لا أحد يسوى بين الأنف والذنب في الدفعة، فصار هذا اللقب مدحا من حينئذ.
وفيه تورية في غاية الحسن.