الأجساد. والخوار : كما اتبعه مصاحبين له في اتباعه. فإن قلت : كيف انطبق هذا الجواب على قول موسى عليه السلام ودعائه؟ قلت : لما دعا لنفسه ولبنى إسرائيل، أجيب بما هو منطو على توبيخ بنى إسرائيل على استجازتهم الرؤية على اللّه تعالى وعلى كفرهم بآيات اللّه العظام التي أجراها على يد موسى، وعرّض بذلك في قوله وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ وأريد أن يكون استماع أوصاف أعقابهم الذين آمنوا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما جاء به كعبد اللّه بن سلام وغيره من أهل الكتابين، لطفاً لهم وترغيباً في إخلاص الإيمان والعمل الصالح، وفي أن يحشروا معهم ولا يفرّق بينهم وبين أعقابهم عن رحمة اللّه «١» التي وسعت كل شيء.
[سورة الأعراف (٧) : آية ١٥٨]
قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً قيل : بعث كل رسول إلى قومه خاصة وبعث محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى كافة الإنس وكافة الجن. وجميعاً : نصب على الحال من إليكم. فإن قلت : الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ما محله؟ قلت : الأحسن أن يكون منتصباً بإضمار أعنى، وهو الذي يسمى النصب على المدح. ويجوز أن يكون جرا على الوصف، وإن حيل بين الصفة والموصوف بقوله إليكم. إِلَيْكُمْ جَمِيعاً وقوله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ بدل من الصلة التي هي له ملك
(١). قوله «عن رحمة اللّه» لعله «في رحمة اللّه». أو ضمن التفريق معنى الابعاد، فعدى بعن. (ع) [.....]