إلى كون، كما قيل : استحال، إذا انتقل من حال إلى حال. ويجوز أن يكون افتعل من السكون أشبعت فتحة عينه، كما جاء : بمنتزاح «١». فإن قلت : هلا قيل : وما تضرعوا. أو : فما يستكينون؟
قلت : لأنّ المعنى : محناهم فما وجدت منهم عقيب المحنة استكانة. وما من عادة هؤلاء أن يستكينوا ويتضرعوا حتى يفتح عليهم باب العذاب الشديد. وقرئ : فتحنا.
[سورة المؤمنون (٢٣) : الآيات ٧٨ إلى ٨٠]
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٧٨) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٨٠)
إنما خصّ السمع والأبصار والأفئدة، لأنه يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها. ومقدمة منافعها أن يعملوا أسماعهم وأبصارهم في آيات اللّه وأفعاله، ثم ينظروا
(١). قوله «كما جاء بمنتزاح» أى في قوله :
وأنت من الغوائل حين ترمى وعن ذم الرجال بمنتزاح
اه عليان قلت : وقد تقدم شرح هذا الشاهد بالجزء الثاني صفحة ٤٦٤ فراجعه إن شئت اه مصححه. [.....]