واو، على ما في مصاحف أهل مكة، وهي قراءة حسنة، لأنّ الموضع موضع سؤال وبحث عما أجابهم به موسى عليه السلام عند تسميتهم مثل تلك الآيات الباهرة : سحرا مفترى. ووجه الأخرى :
أنهم قالوا ذلك، وقال موسى عليه السلام هذا، ليوازن الناظر بين القول والمقول، ويتبصر فساد أحدهما وصحة الآخر :
وبضدّها تتبيّن الأشياء «١»
وقرئ تكون : بالياء والتاء.
[سورة القصص (٢٨) : آية ٣٨]
وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨)

__
(١) من يظلم القرناء في تكليفهم أن يصبحوا وهم له أكفاء
ويذمهم وبهم عرفنا فضله وبضدها تتميز الأشياء
لأبى الطيب المتنبي، بمدح هارون بن عبد العزيز، أى : أنه تظلم أقرانه في تكليفهم أن يكونوا مساوين له، وفي ذلك مشقة عليهم : كناية عن أنه لا يساويه أحد. وقوله : وبضدها إلى آخره : دليل على ما قبله. ويروى :
تتبين الأشياء، والمعنى واحد، أى : الأشياء تعرف بمعرفة معنى أضدادها.


الصفحة التالية
Icon