[سورة الدخان (٤٤) : الآيات ٢٢ إلى ٢٤]
فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤)أَنَّ هؤُلاءِ بأن هؤلاء، أى : دعا ربه بذلك. قيل : كان دعاؤه : اللهم عجل لهم ما يستحقونه بإجرامهم : وقيل هو قوله رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وإنما ذكر اللّه تعالى السبب الذي استوجبوا به الهلاك، وهو كونهم مجرمين. وقرئ : إنّ هؤلاء، بالكسر على إضمار القول، أى : فدعا ربه فقال : إن هؤلاء فَأَسْرِ قرئ بقطع الهمزة من أسرى، ووصلها من سرى.
وفيه وجهان : إضمار القول بعد الفاء، فقال : أسر بعبادي. وأن يكون جواب شرط محذوف، كأنه قيل : قال إن كان الأمر كما تقول فأسر بِعِبادِي يعنى : فأسر ببني إسرائيل، فقد دبر اللّه أن تتقدموا ويتبعكم فرعون وجنوده، فينجى المتقدمين ويغرق التابعين. الرهو فيه وجهان، أحدهما : أنه الساكن. قال الأعشى :
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ولا الصدور على الأعجاز تتّكل «١»
أى مشيا ساكنا على هينة. أراد موسى لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق، كما ضربه فانفلق، فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته، قارّا على حاله : من انتصاب الماء، وكون الطريق يبسا لا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط، فإذا حصلوا فيه أطبقه اللّه عليهم. والثاني :
__
(١) يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ولا الصدور على الأعجاز تتكل
فهن معترضات والحصى رمض والريح ساكنة والظل معتدل
يتبعن سامية العينين تحسبها مجنونة أو ترى ما لا ترى الإبل
تهدى لنا كلما كانت علاوتنا ريح الخزامى جرى فيها الندى الخضل
للقطافى، يصف إبلا يمشين مشيا رهوا على هينة وسكينة، فلا أعجازها خادلة أى تاركة لصدورها متكلة عليها بحيث تضعف من ورائها، ولا صدورها تتكل على أعجازها بأن تضعف من قدامها، فأطلق الخذلان والاتكال وأراد لازمهما، وهو الضعف : مجازا مرسلا. وأصل تتكل توتكل، فقلبت الواو تاء وأدغمت فيما بعدها، فهن سائرات في عرض الفلوات. والحال أن الحصى حار من شدة وقع الشمس عليه. ورمض الحصى والرمل رمضا كتعب تعبا : اشتد حره من الشمس، فأطلق المصدر على اسم الفاعل مبالغة. ويجوز أنه رمض كحذر والريح ساكنة، فلا نسيم يأتى بالبرودة. أو فلا غبار يضر بالسفر والظل معتدل : كناية عن اشتداد الحر، لأنه لا يعتدل إلا بتوسط الشمس في كبد السماء يتبعن تلك المطايا ناقة حديدة البصر رافعة طرفها لتبصر أمامها، تظنها يا من تراها مجنونة. أو رائية شيئا لا تراه بقية الإبل. أو شيئا لا تراه الإبل عادة، فلذلك استغربته، تهدى لنا تلك الناقة أو الإبل بمشيها كلما وجد ارتفاعنا في الطريق ريح الخزامى. والعلاوة - بالضم - : ضد السفالة. وأما بالكسر فهي ما يعلق على البعير بعد حمله. والخزامى : نبت طيب الرائحة. والخضل : الرطب والمبتل والناعم. وضمير فيها عائد على الخزامى.
أو على الريح، لكن هذا يفيد أن السفر كان صباحا.
(١) يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ولا الصدور على الأعجاز تتكل
فهن معترضات والحصى رمض والريح ساكنة والظل معتدل
يتبعن سامية العينين تحسبها مجنونة أو ترى ما لا ترى الإبل
تهدى لنا كلما كانت علاوتنا ريح الخزامى جرى فيها الندى الخضل
للقطافى، يصف إبلا يمشين مشيا رهوا على هينة وسكينة، فلا أعجازها خادلة أى تاركة لصدورها متكلة عليها بحيث تضعف من ورائها، ولا صدورها تتكل على أعجازها بأن تضعف من قدامها، فأطلق الخذلان والاتكال وأراد لازمهما، وهو الضعف : مجازا مرسلا. وأصل تتكل توتكل، فقلبت الواو تاء وأدغمت فيما بعدها، فهن سائرات في عرض الفلوات. والحال أن الحصى حار من شدة وقع الشمس عليه. ورمض الحصى والرمل رمضا كتعب تعبا : اشتد حره من الشمس، فأطلق المصدر على اسم الفاعل مبالغة. ويجوز أنه رمض كحذر والريح ساكنة، فلا نسيم يأتى بالبرودة. أو فلا غبار يضر بالسفر والظل معتدل : كناية عن اشتداد الحر، لأنه لا يعتدل إلا بتوسط الشمس في كبد السماء يتبعن تلك المطايا ناقة حديدة البصر رافعة طرفها لتبصر أمامها، تظنها يا من تراها مجنونة. أو رائية شيئا لا تراه بقية الإبل. أو شيئا لا تراه الإبل عادة، فلذلك استغربته، تهدى لنا تلك الناقة أو الإبل بمشيها كلما وجد ارتفاعنا في الطريق ريح الخزامى. والعلاوة - بالضم - : ضد السفالة. وأما بالكسر فهي ما يعلق على البعير بعد حمله. والخزامى : نبت طيب الرائحة. والخضل : الرطب والمبتل والناعم. وضمير فيها عائد على الخزامى.
أو على الريح، لكن هذا يفيد أن السفر كان صباحا.