الخزائن واحدها خزينة أو خزانة : وهى ما يخزن فيها الشيء الذي يراد حفظه ومنع التصرف فيه :« وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » والغيب : ما غيّب علمه عن الناس بعدم تمكينهم من أسباب العلم به، وهو قسمان :
(١) غيب حقيقى : وهو ما غاب عن جميع الخلق حتى الملائكة وهو المعنىّ بقوله عز اسمه :« قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ».
(٢) غيب إضافى : وهو ما غاب علمه عن بعض المخلوقين دون بعض كالذى يعلمه الملائكة من أمر عالمهم وغيره ولا يعلمه البشر.
أما ما يعلمه بعض البشر بتمكينهم من أسبابه واستعمالهم لها ولا يعلمه غيرهم لجهلهم بتلك الأسباب أو عجزهم عن استعمالها فليس بداخل فى عموم الغيب الوارد فى كتاب اللّه.
وهذه الأسباب ضروب :
(١) ما هو علمى كالدلائل العقلية والعلمية، فعلماء الرياضة يستخرجون من دقائق المجهولات ما يعجز عنه أكثر الناس ويضبطون ما يقع من الخسوف والكسوف بالدقائق والثواني قبل وقوعه بألوف الأعوام.
(٢) ما هو عملى كالبرق الأثيرى (التلغراف اللاسلكى) الذي يعلم به المرء ما يقع فى أقاصى البلاد من وراء البحار وبينه وبينها ألوف الأميال.
(٣) ما هو إدراكات نفسية خفية تصل إلى مرتبة العلم كالفراسة والإلهام، وأكثر هذا النوع هواجس تلوح للنفس ولا يجزم بها الإنسان إلا بعد وقوعها. والأعمى والبصير : هنا الضال والمهتدى، والإنذار : العظة والتخويف، الطرد : الإبعاد، والغداة والغدوة كالبكرة : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، والعشى : آخر النهار أو من المغرب إلى العشاء : وحسابهم : أي حساب إيمانهم وأعمالهم الباطلة. وفتنا : أي ابتلينا واختبرنا : ومن بيننا : أي من دوننا. منّ اللّه عليهم : أي أنعم عليهم بنعم كثيرة.


الصفحة التالية
Icon