المفردات في غريب القرآن، ص : ١٠٣
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ [العنكبوت / ٥٤].
وفي بناء آية ثلاثة أقوال : قيل : هي فعلة «١»، وحقّ مثلها أن يكون لامه معلّا دون عينه، نحو :
حياة ونواة، لكن صحّح لامه لوقوع الياء قبلها، نحو : راية. وقيل : هي فعلة «٢» إلا أنها قلبت كراهة التضعيف كطائي في طيّئ. وقيل : هي فاعلة، وأصلها : آيية، فخفّفت فصار آية، وذلك ضعيف لقولهم في تصغيرها : أُيَيَّة، ولو كانت فاعلة لقيل : أويّة «٣».
وأَيَّانَ عبارة عن وقت الشيء، ويقارب معنى متى، قال تعالى : أَيَّانَ مُرْساها [الأعراف / ١٨٧]، أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ [الذاريات / ١٢] من قولهم : أي، وقيل : أصله : أيّ أوان، أي :
أيّ وقت، فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيّان. و :
وإِيَّا لفظ موضوع ليتوصل به إلى ضمير المنصوب إذا انقطع عمّا يتصل به، وذلك يستعمل إذا تقدّم الضمير، نحو : إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة / ٤] أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلا، نحو :
نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء / ٣١]، ونحو :
وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء / ٢٣].
وإي
وإِي كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدّم «٤»، نحو :
إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس / ٥٣].
و«أَيَا» و«أَيْ» و«أ» من حروف النداء، تقول : أي زيد، وأيا زيد وأزيد. و :
أَيْ كلمة ينبّه بها أنّ ما يذكر بعدها شرح وتفسير لما قبلها.
أوى
المَأْوَى مصدر أَوَى يَأْوِي أَوِيّاً ومَأْوًى، تقول :
أوى إلى كذا : انضمّ إليه يأوي أويّا ومأوى، وآوَاهُ غيره يُؤْوِيهِ إِيوَاءً.

_
(١) وهذا قول الخليل، واختاره المبرد في المقتضب ١ / ٢٨٩.
(٢) وهذا أصح الأقوال، وهو قول سيبويه، انظر : الكتاب ٤ / ٣٩٨، والمسائل الحلبيات ص ٣٣٥.
(٣) وفي هذا يقول العلامة سيدنا بن الشيخ سيديّ الكبير الشنقيطي :
في آية خلف على أقوال ما وزنها من قبل ذا الإعلال
فقيل : أيّة وقيل : أييه وقيل : بل أيية أو أييه
كتوبة نبقة وسمره قصبة وذا الخليل شهّره
وعندهم أنّ المعلّ الأول كما هم في غاية قد جعلوا
وقيل : بل آيية كفاعلة وحذف العين ولا موجب له
(٤) ولا تقع إلا قبل القسم.


الصفحة التالية
Icon