المفردات في غريب القرآن، ص : ١٠٥
صَبَرْنا [إبراهيم / ٢١]، سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة / ٦] «١»، وهذه الألف متى دخلت على الإثبات تجعله نفيا، نحو : أخرج؟ هذا اللفظ ينفي الخروج، فلهذا سأل عن إثباته نحو ما تقدّم.
وإذا دخلت على نفي تجعله إثباتا، لأنه يصير معها نفيا يحصل منهما إثبات، نحو : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ [الأعراف / ١٧٢] «٢»، أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ [التين / ٨]، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ [الرعد / ٤١]، أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ [طه / ١٣٣] أَوَلا يَرَوْنَ [التوبة :
١٢٦]، أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ [فاطر / ٣٧].
- الثاني : ألف المخبر عن نفسه «٣»، نحو :
أسمع وأبصر.
- الثالث : ألف الأمر، قطعا كان أو وصلا، نحو : أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة / ١١٤] ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ [التحريم / ١١] ونحوهما.
- الرابع : الألف مع لام التعريف «٤»، نحو :
العالمين.
- الخامس : ألف النداء، نحو : أزيد، أي : يا زيد.
والنوع الذي في الوسط : الألف التي للتثنية، والألف في بعض الجموع في نحو : مسلمات ونحو مساكين.
والنوع الذي في آخره : ألف التأنيث في حبلى وبيضاء «٥»، وألف الضمير في التثنية، نحو :
اذهبا.
والذي في أواخر الآيات الجارية مجرى أواخر الأبيات، نحو : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [الأحزاب / ١٠]، فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا [الأحزاب / ٦٧]، لكن هذه الألف لا تثبت معنى، وإنما ذلك لإصلاح اللفظ.
تمّ كتاب الألف

_
(١) انظر : بصائر ذوي التمييز ٢ / ١٠.
(٢) انظر : البصائر ٢ / ١٠.
(٣) انظر : بصائر ذوي التمييز ٢ / ٧.
(٤) راجع : الألفات ص ٥١، والبصائر ٢ / ٩.
(٥) انظر : البصائر ٢ / ٨.


الصفحة التالية
Icon