المفردات في غريب القرآن، ص : ١٠٨
وقوله عليه الصلاة والسلام :«تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة» «١». ونخلة مُبْتِل : إذا انفرد عنها صغيرة معها «٢».
بث
أصل البَثِّ : التفريق وإثارة الشيء كبث الريح التراب، وبثّ النفس ما انطوت عليه من الغمّ والسّرّ، يقال : بَثَثْتُهُ فَانْبَثَّ، ومنه قوله عزّ وجل :
فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا
[الواقعة / ٦]، وقوله عزّ وجل : وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ [البقرة / ١٦٤] إشارة إلى إيجاده تعالى ما لم يكن موجودا وإظهاره إياه. وقوله عزّ وجلّ : كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ
[القارعة / ٤] أي : المهيّج بعد ركونه وخفائه.
وقوله عزّ وجل : نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي
[يوسف / ٨٦] أي : غمّي الذي أبثّه عن كتمان، فهو مصدر في تقدير مفعول، أو بمعنى : غمّي الذي بثّ فكري، نحو : توزّعني الفكر، فيكون في معنى الفاعل.
بجس
يقال : بَجَسَ الماء وانْبَجَسَ : انفجر، لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عزّ وجل : فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [الأعراف / ١٦٠]، وقال في موضع آخر : فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة / ٦٠]، فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان «٣»، قال تعالى : وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً [الكهف / ٣٣]، وقال :
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً [القمر / ١٢] ولم يقل : بجسنا.
بحث
البَحْثُ : الكشف والطلب، يقال : بَحَثْتُ عن الأمر، وبحثت كذا، قال اللّه تعالى : فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ
[المائدة / ٣١].
وقيل : بَحِثَتِ الناقةُ الأرض برجلها في السير : إذا شددت الوطء تشبيها بذلك.
بحر
أصل البَحْر : كل مكان واسع جامع للماء الكثير، هذا هو الأصل، ثم اعتبر تارة سعته
(١) الحديث أخرجه ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر، وإسناده ضعيف، وعبد الرزاق عن سعيد بن أبي هلال مرسلا، والبيهقي في المعرفة عن الشافعي أنه بلغه، وفيه زيادة :«حتى بالسقط». راجع تخريج أحاديث الإحياء في الإحياء ٢ / ٢٢، والفتح الكبير ٢ / ٣٨، وفتح الباري ٩ / ١١١، ومصنف عبد الرزاق ٦ / ١٧٣.
(٢) قال الأصمعي : المبتل :«النخلة يكون لها فسيلة قد انفردت واستغنت عن أمها، فيقال لتلك الفسيلة : البتول.
(٣) قال أبو جعفر بن الزبير : إنّ الواقع في الأعراف طلب بني إسرائيل من موسى عليه السلام السقيا، والوارد في البقرة طلب موسى عليه السلام من ربّه، فطلبهم ابتداء فأشبه الابتداء، وطلب موسى غاية لطلبهم لأنه واقع بعده ومرتب عليه، فأشبه الابتداء الابتداء والغاية الغاية، فقيل جوابا لطلبهم فانبجست، وقيل إجابة لطلبه : فانفجرت، وتناسب على ذلك. وقال : الانبجاس : ابتداء الانفجار، والانفجار بعده غاية له. راجع ملاك التأويل ١ / ٦٧ - ٦٨.