المفردات في غريب القرآن، ص : ١١٠
بخس
البَخْسُ : نقص الشيء على سبيل الظلم، قال تعالى : وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ
[هود / ١٥]، وقال تعالى : وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ [الأعراف / ٨٥]، والبَخْسُ والبَاخِسُ : الشيء الطفيف الناقص، وقوله تعالى : وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ [يوسف / ٢٠] قيل : معناه : بَاخِس، أي : ناقص، وقيل : مَبْخُوس أي : منقوص، ويقال : تَبَاخَسُوا أي : تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم بعضا.
بخع
البَخْعُ : قتل النفس غمّا، قال تعالى :
فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ
[الكهف / ٦] حثّ على ترك التأسف، نحو : فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ [فاطر / ٨]. قال الشاعر :
٤٠ -
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
«١» وبَخَعَ فلان بالطاعة وبما عليه من الحق : إذا أقرّ به وأذعن مع كراهة شديدة تجري مجرى بَخَعَ نفسه في شدته.
بدر
قال تعالى : وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً
[النساء / ٦] أي : مسارعة، يقال : بَدَرْتُ إليه وبَادَرْتُ، ويعبّر عن الخطأ الذي يقع عن حدّة :
بَادِرَة «٢». يقال : كانت من فلان بَوَادِر في هذا الأمر، والبَدْرُ قيل سمّي بذلك لمبادرته الشمس بالطلوع، وقيل : لامتلائه تشبيها بالبَدْرَةِ «٣»، فعلى ما قيل يكون مصدرا في معنى الفاعل، والأقرب عندي أن يجعل البدر أصلا في الباب، ثم تعتبر معانيه التي تظهر منه، فيقال تارة : بَدَرَ كذا، أي : طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه تارة فشبّه البدرة به. والبَيْدَرُ : المكان المرشح لجمع الغلّة فيه وملئه منه لامتلائه من الطعام. قال تعالى : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ
[آل عمران / ١٢٣]، وهو موضع مخصوص بين مكة والمدينة.
بدع
الإِبْدَاع : إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، ومنه قيل : ركيّة بَدِيع أي : جديدة الحفر «٤»، وإذا استعمل في اللّه تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة
(١) الشطر لذي الرّمة، وتتمته :
بشيء نحته عن ى ديك المقادر
وهو في ديوانه ص ٣٣٨، ولسان العرب (بخع).
(٢) قال ابن منظور : والبادرة : الحدّة، وهو ما يبدر من حدّة الرجل عند غضبه من قول أو فعل.
(٣) البدرة : كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم، سميت ببدرة السخلة.
(٤) انظر : اللسان (بدع).