المفردات في غريب القرآن، ص : ١١٢
عن حاله. وقيل : لا يقع في قوله خلف.
وعلى الوجهين قوله تعالى : تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ
[يونس / ٦٤]، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم / ٣٠] قيل : معناه أمر وهو نهي عن الخصاء. والأَبْدَال : قوم صالحون يجعلهم اللّه مكان آخرين مثلهم ماضين «١».
وحقيقته : هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى : فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [الفرقان / ٧٠].
والبَأْدَلَة : ما بين العنق إلى الترقوة، والجمع :
البَئَادِل «٢»، قال الشاعر :
٤١ -
ولا رهل لبّاته وبآدله
«٣»
بدن
البَدَنُ : الجسد، لكن البدن يقال اعتبارا بعظم الجثة، والجسد يقال اعتبارا باللون، ومنه قيل :
ثوب مجسّد، ومنه قيل : امرأة بَادِنٌ وبَدِينٌ :
عظيمة البدن، وسميت البدنة بذلك لسمنها يقال : بَدَنَ إذا سمن، وبَدَّنَ كذلك، وقيل : بل بَدَّنَ إذا أسنّ «٤»، وأنشد :
٤٢ -
وكنت خلت الشّيب والتّبدينا
«٥» وعلى ذلك ما روي عن النبيّ عليه الصلاة والسلام :«لا تبادروني بالرّكوع والسّجود فإني قد بدّنت» «٦» أي : كبرت وأسننت، وقوله تعالى :
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
[يونس / ٩٢] أي :
بجسدك، وقيل : يعني بدرعك، فقد يسمى
(١) وقد أنكر بعض الناس وجودهم، وللسيوطي رسالة في ذلك ذكر الأحاديث والأخبار الدالة على ذلك. راجع :
الحاوي للفتاوي ٢ / ٢٤١.
(٢) انظر : اللسان (بدل).
(٣) هذا عجز بيت ينسب للعجير السلولي وينسب لأم يزيد بن الطثرية، وشطره :
فتى قدّ قدّ السيف لا متضائل
وهو في اللسان (بدل) بلا نسبة، والمجمل ١ / ١١٩، وشمس العلوم ١ / ١٤١، والخصائص ١ / ٧٩، وشرح الحماسة ٣ / ٤٦.
(٤) انظر : المجمل ١ / ١١٩.
(٥) الشطر ينسب لحميد الأرقط وينسب للكميت، وعجزه :
والهمّ ممّا يذهل القرينا
وهو في شعر الكميت ٢ / ١٩، واللسان (بدن)، والتاج (بدن)، والمجمل ١ / ١١٩، والمشوف المعلم ١ / ٩٥، وشمس العلوم ١ / ١٤٣.
(٦) الحديث عن معاوية عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«لا تبادروني بالركوع والسجود، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني إذا رفعت، فإني قد بدّنت»، ويروى «بدنت» الحديث حسن وقد أخرجه أحمد ٤ / ٩٢، وأبو داود (٦١٩)، وابن ماجة (٩٦٣)، وأخرجه ابن حبان (انظر : الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٣ / ٣٢٣). راجع شرح السنة ٣ / ٤١٥.