المفردات في غريب القرآن، ص : ١٢١
بره
البُرْهَان : بيان للحجة، وهو فعلان مثل :
الرّجحان والثنيان، وقال بعضهم : هو مصدر بَرِهَ يَبْرَهُ : إذا ابيضّ، ورجل أَبْرَهُ وامرأة بَرْهَاءُ، وقوم بُرْهٌ، وبَرَهْرَهَة «١» : شابة بيضاء.
والبُرْهَة : مدة من الزمان، فالبُرْهَان أوكد الأدلّة، وهو الذي يقتضي الصدق أبدا لا محالة، وذلك أنّ الأدلة خمسة أضرب :
- دلالة تقتضي الصدق أبدا.
- ودلالة تقتضي الكذب أبدا.
- ودلالة إلى الصدق أقرب.
- ودلالة إلى الكذب أقرب.
- ودلالة هي إليهما سواء.
قال تعالى : قُلْ : هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [البقرة / ١١١]، قُلْ : هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ [الأنبياء / ٢٤]، قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ [النساء / ١٧٤].
برأ
أصل البُرْءِ والبَرَاءِ والتَبَرِّي : التقصّي مما يكره مجاورته، ولذلك قيل : بَرَأْتُ «٢» من المرض وبَرِئْتُ من فلان وتَبَرَّأْتُ وأَبْرَأْتُهُ من كذا، وبَرَّأْتُهُ، ورجل بَرِيءٌ، وقوم بُرَآء وبَرِيئُون.
قال عزّ وجلّ : بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
[التوبة / ١]، أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة / ٣]، وقال : أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ [يونس / ٤١]، إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة / ٤]، وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف / ٢٦]، فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا [الأحزاب / ٦٩]، وقال : إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا [البقرة / ١٦٦].
والبارئ خصّ بوصف اللّه تعالى، نحو قوله :
الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ [الحشر / ٢٤]، وقوله تعالى : فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ [البقرة / ٥٤]، والبَرِيَّة : الخلق، قيل : أصله الهمز فترك «٣»، وقيل : بل ذلك من قولهم : بريت العود، وسمّيت بريّة لكونها مبريّة من البرى «٤» أي : التراب،
(١) انظر : المجموع المغيث ١ / ١٥٣. [.....]
(٢) قال الصاغاني : وبرئت من المرض برءا، وأهل الحجاز يقولون : برأت من المرض برءا، وكلهم يقولون في المستقبل يبرأ انظر : العباب (برا).
(٣) انظر : المجمل ١ / ١٢٢، والعباب (برأ) ١ / ٥٢، واللسان (برأ).
(٤) انظر : اللسان (برأ) ١ / ٣١.