المفردات في غريب القرآن، ص : ١٢٩
بَضَعْتُهُ فَابْتَضَعَ وتَبَضَّعَ، كقولك : قطعته وقطّعته فانقطع وتقطّع، والمِبْضَع : ما يبضع به، نحو :
المقطع، وكنّي بالبُضْعِ عن الفرج، فقيل :
ملكت بضعها، أي : تزوجتها، وبَاضَعَهَا بِضَاعاً، أي : باشرها، وفلان : حَسَنُ البَضْع والبَضِيعِ والبَضْعَة، والبضاعة عبارة عن السّمن «١».
وقيل للجزيرة المنقطعة عن البرّ : بَضِيع، وفلان بَضْعَة مني، أي : جار مجرى بعض جسدي لقربه مني، والبَاضِعَة : الشجّة التي تبضع اللحم «٢»، والبِضع بالكسر : المنقطع من العشرة، ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة، وقيل : بل هو فوق الخمس ودون العشرة، قال تعالى : بِضْعَ سِنِينَ [الروم / ٤].
بطر
البَطَر : دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلّة القيام بحقّها، وصرفها إلى غير وجهها.
قال عزّ وجلّ : بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ [الأنفال / ٤٧]، وقال : بَطِرَتْ مَعِيشَتَها
[القصص / ٥٨] أصله : بطرت معيشته، فصرف عنه الفعل ونصب، ويقارب البطر الطرب، وهو خطّة أكثر ما تعتري من الفرح، وقد يقال ذلك في التّرح، والبيطرة : معالجة الدابّة.
بطش
البَطْشُ : تناول الشيء بصولة، قال تعالى :
وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ
[الشعراء / ١٣٠]، يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى
[الدخان / ١٦]، وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا [القمر / ٣٦]، إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [البروج / ١٢]. يقال : يد بَاطِشَة.
بطل
البَاطِل : نقيض الحق، وهو ما لا ثبات له عند الفحص عنه، قال تعالى : ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ [الحج / ٦٢] وقد يقال ذلك في الاعتبار إلى المقال والفعال، يقال : بَطَلَ بُطُولًا وبُطْلًا وبُطْلَاناً، وأَبْطَلَهُ غيره. قال عزّ وجلّ : وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف / ١١٨]، وقال تعالى :
لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ [آل عمران / ٧١]، ويقال للمستقلّ عمّا يعود بنفع دنيويّ أو أخرويّ : بَطَّال، وهو ذو بِطَالَةٍ بالكسر.
وبَطَلَ دمه : إذا قتل ولم يحصل له ثأر ولا دية، وقيل للشجاع المتعرّض للموت : بَطَل، تصوّرا لبطلان دمه، كما قال الشاعر :
٥٧ -
فقلت لها : لا تنكحيه فإنّه لأوّل بُطْلٍ أن يلاقي مجمعا
«٣»
(١) يقال : إنّ فلانا لشديد البضعة حسنها إذا كان ذا جسم وسمن.
(٢) انظر الغريب المصنف ورقة ٥٧.
(٣) البيت لتأبّط شرا، وهو في ديوانه ص ١١٢، والأغاني ١٨ / ٢١٧، وإيضاح الشعر للفارسي ص ٤٤٩، وشرح الحماسة للتبريزي ٢ / ٢٦.
[استدراك ] والرواية المعروفة [لأول نصل ] أي : يقتل بأول نصل، ولعلّه تصحّف على المؤلف.