المفردات في غريب القرآن، ص : ١٥٣
وروي :«نعوذ باللّه من بوار الأيّم» «١»، وقال عزّ وجل : وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ [إبراهيم / ٢٨]، ويقال : رجل حائر بَائِر «٢»، وقوم حُور بُور.
وقال عزّ وجل : حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً
[الفرقان / ١٨]، أي : هلكى، جمع :
بَائِر. وقيل : بل هو مصدر يوصف به الواحد والجمع، فيقال : رجل بور وقوم بور، وقال الشاعر :
٧٢ -
يا رسول المليك إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور «٣»
وبَارَ الفحل الناقة : إذا تشمّمها ألاقح هي أم لا «٤»؟، ثم يستعار ذلك للاختبار، فيقال : بُرْتُ كذا، أي : اختبرته.
بئر
قال عزّ وجل : وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ
[الحج / ٤٥]، وأصله الهمز، يقال : بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرْتُ بُؤْرَة، أي : حفيرة. ومنه اشتق المِئْبَر، وهو في الأصل حفيرة يستر رأسها ليقع فيها من مرّ عليها، ويقال لها : المغواة، وعبّر بها عن النميمة الموقعة في البلية، والجمع : المآبر.
بؤس
البُؤْسُ والبَأْسُ والبَأْسَاءُ : الشدة والمكروه، إلا أنّ البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، نحو : وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا [النساء / ٨٤]، فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ [الأنعام / ٤٢]، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ [البقرة / ١٧٧]، وقال تعالى :
بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ [الحشر / ١٤]، وقد بَؤُسَ يَبْؤُسُ، وبِعَذابٍ بَئِيسٍ
[الأعراف / ١٦٥]، فعيل من البأس أو من البؤس، فَلا تَبْتَئِسْ [هود / ٣٦]، أي : لا تلزم البؤس ولا تحزن، وفي الخبر أنه عليه السلام :«كان يكره البُؤْسَ والتَّبَاؤُسَ والتَّبَؤُّسَ» «٥» أي : الضراعة للفقر، أو أن يجعل نفسه ذليلا، ويتكلف ذلك جميعا.
و«بِئْسَ» كلمة تستعمل في جميع المذام،
(١) بوار الأيم أي : كسادها. والحديث في النهاية ١ / ١٦١، والفائق مادة (بور)، واللسان (بور). وأخرجه الطبراني عن ابن عباس أنّ النبي صلّى اللّه عليه وسلم كان يقول :«اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، ومن بوار الأيّم، ومن فتنة الدجال». أخرجه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير. قال الهيثمي : وفيه عباد بن زكريا الصريمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر : مجمع الزوائد ١٠ / ١٤٦، والمعجم الصغير ص ٣٧٢، والأوسط ٣ / ٨٣.
(٢) البائر : الهالك.
(٣) البيت لعبد اللّه بن الزبعرى، وهو في ديوانه ص ٣٦، والمشوف المعلم ١ / ١١٩، واللسان (بور)، والجمهرة ١ / ٢٧٧. [.....]
(٤) انظر : اللسان (بور) ٤ / ٨٧.
(٥) الحديث عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال :«إنّ اللّه جميل يحبّ الجمال، ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتبؤس» أخرجه البيهقي وانظر : الفتح الكبير ١ / ٣٣١.