المفردات في غريب القرآن، ص : ١٦٥
٧٩ -
وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها نسيفا كأفحوص القطاة المطرّق
«١» واتّخذ : افتعل منه، أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي [الكهف / ٥٠]، قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً [البقرة / ٨٠]، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً [مريم / ٨١]، وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى [البقرة / ١٢٥]، لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [الممتحنة / ١]، لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً [الكهف / ٧٧].
ترب
التُّرَاب معروف، قال تعالى : أَإِذا كُنَّا تُراباً [الرعد / ٥]، وقال تعالى : خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ [فاطر / ١١]، ا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً
[النبأ / ٤٠]. وتَرِبَ : افتقر، كأنه لصق بالتراب، قال تعالى : أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ
[البلد / ١٦]، أي : ذا لصوق بالتراب لفقره. وأَتْرَبَ :
استغنى، كأنه صار له المال بقدر التراب، والتَّرْبَاء : الأرض نفسها، والتَّيْرَب واحد التَّيَارب، والتَّوْرَب والتَّوْرَاب : التراب، وريح تَرِبَة : تأتي بالتراب، ومنه قوله عليه السلام :
«عليك بذات الدّين تَرِبَتْ يداك» «٢» تنبيها على أنه لا يفوتنّك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا تشعر.
وبارح تَرِبٌ «٣» : ريح فيها تراب، والترائب :
ضلوع الصدر، الواحدة : تَرِيبَة. قال تعالى :
يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ [الطارق / ٧]، وقوله : أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً
[الواقعة / ٣٦ - ٣٧]، وَكَواعِبَ أَتْراباً [النبأ / ٣٣]، وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ [ص / ٥٢]، أي : لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهنّ معا على الأرض، وقيل :
لأنهنّ في حال الصبا يلعبن بالتراب معا.
ترث
وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ
[الفجر / ١٩]، أصله :
وراث، وهو من باب الواو.
تفث
قال تعالى : ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ
[الحج / ٢٩]، أي : يزيلوا وسخهم. يقال : قضى الشيء يقضي : إذا قطعه وأزاله. وأصل التَّفْث : وسخ الظفر وغير ذلك، مما شابه أن يزال عن البدن.
قال أعرابيّ : ما أَتْفَثَكَ وأدرنك.

_
(١) البيت للممزق العبدي، شاعر جاهلي، وهو في الأصمعيات ص ١٦٥، واللسان (فحص)، والحيوان ٥ / ٢٨١، والجمهرة ٢ / ١٦٣، والأفعال ٣ / ٣٦٧.
(٢) الحديث صحيح متفق على صحته برواية :«فاظفر بذات الدين تربت يداك». وهو في فتح الباري ٩ / ١١٥، ومسلم (١٤٦٦)، وشرح السنة ٩ / ٨.
(٣) قال ابن منظور : البوارح : الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهبوات، واحدها : بارح.


الصفحة التالية
Icon