المفردات في غريب القرآن، ص : ١٦٨
[العنكبوت / ٥١]، قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ [يونس / ١٦]، وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً [الأنفال / ٢]، فهذا بالقراءة، وكذلك : وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ [الكهف / ٢٧]، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ [المائدة / ٢٧]، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً [الصافات / ٣].
وأمّا قوله : يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ [البقرة / ١٢١] فاتباع له بالعلم والعمل، ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ [آل عمران / ٥٨] أي : ننزله، وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ [البقرة / ١٠٢]، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أنّ ما يتلونه من كتب اللّه. والتِّلَاوَة والتَّلِيَّة : بقية مما يتلى، أي : يتّبع.
وأَتليته أي : أبقيت «١» منه تلاوة، أي : تركته قادرا على أن يتلوه، وأَتْلَيْتُ فلانا على فلان بحق، أي : أحلته عليه، ويقال : فلان يَتْلُو على فلان ويقول عليه، أي : يكذب عليه، قال :
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [آل عمران / ٧٥] ويقال : لا دَرِيَ ولا تَلِيَ، و«لا دَرَيْتَ ولا تَلِيتَ» «٢» وأصله ولا تلوت، فقلب للمزاوجة كما قيل :
«مأزورات غير مأجورات» «٣» وإنما هو موزورات.
تمَ
تَمَام الشيء : انتهاؤه إلى حدّ لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص : ما يحتاج إلى شيء خارج عنه. ويقال ذلك للمعدود والممسوح، تقول : عدد تَامٌّ وليل تام، قال : وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ
[الأنعام / ١١٥]، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
[الصف / ٨]، وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ
[الأعراف / ١٤٢].
توراة
التوراة التاء فيه مقلوب، وأصله من الورى، وبناؤها عند الكوفيين : ووراة، تفعلة «٤»، وقال بعضهم : هي تفعلة نحو تنفلة «٥»، وليس في كلامهم تفعلة اسما. وعند البصريين وورية، هي فوعلة نحو حوصلة. قال تعالى : إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ [المائدة / ٤٤]، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ، وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ [الفتح / ٢٩].
تارة
أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى
[الإسراء /

_
(١) وفي نسخة : أتبعته من التلاوة.
(٢) الحديث تقدّم ص ٨٤.
(٣) هذا حديث مرويّ عن عليّ عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم، وقد أخرجه ابن ماجة في باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز ١ / ٥٠٣ وقال في الزوائد : في إسناده دينار بن عمر وقد ضعّف، فالحديث ضعيف. وراجع شرح السنة ٥ / ٤٦٥.
(٤) قال في اللسان : التوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال : لقلّة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة.
(٥) انظر : معاني القرآن للزجاج ١ / ٣٧٤. والتّنفلة : أنثى الثعلب.


الصفحة التالية
Icon