المفردات في غريب القرآن، ص : ١٧٨
وقوله تعالى : فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ [النساء / ١٢].
ثنى
الثَّنْي والاثنان أصل لمتصرفات هذه الكلمة، ويقال ذلك باعتبار العدد، أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، قال اللّه تعالى :
ثانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة / ٤٠]، اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة / ٦٠]، وقال : مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
[النساء / ٣] فيقال : ثَنَّيْتُهُ تَثْنِيَة : كنت له ثانيا، أو أخذت نصف ماله، أو ضممت إليه ما صار به اثنين.
والثِّنَى : ما يعاد مرتين، قال عليه السلام :
«لا ثِنى في الصّدقة» «١» أي : لا تؤخذ في السنة مرتين. قال الشاعر :
٨٤ -
لقد كانت ملامتها ثنى
وامرأة ثِنْيٌ : ولدت اثنين، والولد يقال له :
ثِنْيٌ، وحلف يمينا فيها ثُنْيَا وثَنْوَى وثَنِيَّة ومَثْنَوِيَّة «٣»، ويقال للاوي الشيء : قد ثَناه، نحو قوله تعالى : أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ
[هود / ٥]، وقراءة ابن عباس :(يَثْنَوْنَى صدورهم) «٤» من : اثْنَوْنَيْتُ، وقوله عزّ وجلّ :
ثانِيَ عِطْفِهِ
[الحج / ٩]، وذلك عبارة عن التّنكّر والإعراض، نحو : لوى شدقه، وَنَأى بِجانِبِهِ [الإسراء / ٨٣].
والثَّنِيُّ من الشاة : ما دخل في السنة الثانية وما سقطت ثنيته من البعير، وقد أَثْنَى، وثَنَيْتُ الشيء أَثْنِيهِ : عقدته بثنايين غير مهموز، قيل «٥» : وإنما لم يهمز لأنه بنى الكلمة على التثنية، ولم يبن عليه لفظ الواحد. والمُثَنَّاة : ما ثني من طرف الزمام، والثُّنْيَان الذي يثنّى به إذا عدّ السادات. وفلان ثَنِيَّة أهل بيته كناية عن قصور منزلته فيهم، والثَّنِيَّة من الجبل : ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدود، فكأنه يثني السير، والثّنية من السنّ تشبيها بالثّنية من الجبل في الهيئة والصلابة. والثُّنْيَا من الجزور : ما يثنيه جازره إلى ثنيه من الرأس والصلب، وقيل :
(١) الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ١ / ٩٨، وابن الأثير في النهاية ١ / ٢٤٤، والفائق ١ / ١٥٨، ورواته ثقات.
(٢) هذا عجز بيت، وصدره :
أفي جنب بكر قطعتني ملامة
وهو ينسب لأوس بن حجر في ديوانه ص ١٤١، وإلى معن بن أوس كما في غريب الحديث ١ / ٩٨، وإلى كعب بن زهير في اللسان (ثنى)، وديوان كعب ص ١٢٨ وهو الأرجح، وانظر : المجمل ١ / ١٦٣.
(٣) هذا كله بمعنى الاستثناء.
(٤) وهي قراءة شاذة. انظر : البصائر ١ / ٣٤٥.
(٥) انظر : المجمل ١ / ١٦٤.