المفردات في غريب القرآن، ص : ١٩٧
٩٣ -
فقد جعلت قلوص بني سهيل من الأكوار مرتعها قريب «١»
والثاني : يجري مجرى أوجد، فيتعدّى إلى مفعول واحد نحو قوله عزّ وجل : وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ [الأنعام / ١]، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ [النحل / ٧٨].
والثالث : في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً [النحل / ٧٢]، وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً [النحل / ٨١]، وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا [الزخرف / ١٠].
والرابع : في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو : الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً [البقرة / ٢٢]، وقوله : جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا [النحل / ٨١]، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً [نوح / ١٦]، وقوله تعالى : إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا [الزخرف / ٣].
والخامس : الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأمّا الحقّ فنحو قوله تعالى : إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص / ٧]، وأمّا الباطل فنحو قوله عزّ وجل : وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً [الأنعام / ١٣٦]، وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ [النحل / ٥٧]، الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ [الحجر / ٩١].
والجِعَالَة الجُعَالَة : خرقة ينزّل بها القدر، والجُعْل والجَعَالَة والجَعِيلَة : ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعمّ من الأجرة والثواب، وكلب مُجْعِل، كناية عن طلب السفاد، والجُعَل : دويبة.
جفن
الجَفْنَة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جِفَان، قال عزّ وجل : وَجِفانٍ كَالْجَوابِ [سبأ / ١٣]، وفي حديث «وأنت الجفنة الغرّاء» «٢» أي : المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجِفْن خصّ بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصوّرا أنّه وعاء العنب.
جفأ
قال تعالى : فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً
[الرعد / ١٧]، وهو ما يرمي به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه. يقال : أَجْفَأَتِ القدر زبدها : ألقته، إِجْفَاء، وأَجْفَأَتِ الأرض : صارت
(١) البيت لرجل من بحتر بن عتود، وهو في الخزانة ٩ / ٣٥٢، ومغني اللبيب ص ٣١٠، وشفاء العليل بشرح التسهيل ١ / ٣٤٥، والأشموني ١ / ٢٥٩.
(٢) الحديث، عن عبد اللّه بن الشخير أنّه وفد إلى النبي في رهط بني عامر، قال : فأتيناه فسلّمنا عليه فقلنا : أنت ولينا وأنت سيدنا، وأنت أطول علينا طولا، وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت الجفنة الغرّاء، فقال :«قولوا قولكم ولا يستجرنّكم الشيطان». أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٢٥٠.